بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط البينة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البينة الاسلامي على موقع حفض الصفحات
اوقات الصلاة بالرباط
لعبة الصور المتشابهة
أرض الجليد والنار ... وشواهد القدرة الإلهية
صفحة 1 من اصل 1
أرض الجليد والنار ... وشواهد القدرة الإلهية
أرض الجليد والنار ... وشواهد القدرة الإلهية
تاريخ المقال : 2010/10/05 | عدد مرات المشاهدت : 598
تاريخ المقال : 2010/10/05 | عدد مرات المشاهدت : 598
صورة لبركان آيسلندا والحمم تخرج منه |
بقلم / صبحي رمضان فرج
مدرس مساعد -- كلية الآداب -- جامعة المنوفية -- جمهورية مصر العربية
إن كل ما في الكون من مخلوقات يشهد لله عز وجل بطلاقة القدرة وبديع الصنعة وعظيم الحكمة ، وكل ما في الكون من ظواهر منظورة يكمن فيها رسالة من الخالق جل وعلا إلى البشر يقرأها كل من تدبر فيها وأمعن النظر إليها ، من هنا فقد حث القرآن الكريم في كثير من آياته على التفكر والنظر ووصف ذويه بأنهم أولى العقول والألباب والأبصار ، يقول تعالى" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون "( البقرة : 164) ، وقال أيضا" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب (190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191 ) "( آل عمران ) ، وقال كذلك " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير "( العنكبوت : 20). وينهى فمثلا ، لما حرم الله البغي كما في قول الله تبارك وتعالى " عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ( النحل : 90)، جعل لها شاهدا في مخلوقاته ، فقال عز وجل في سورة الرحمن" مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأي آلاء ربكما تكذبان (21 ) ".
ولما أخبر عباده بالبعث والنشور ، وبقدرته على إخراج الضد ضده من ، كما قال تعالى" يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون ( الأنعام : 95)، ضرب لهم الأمثال الحسية الدالة عليه والمؤكدة له ، فقال سبحانه" ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير ( فصلت : 39) ، وقال أيضا" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (79) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (80) " والمتدبر لهذه الآية الأخيرة يلاحظ أن النص القرآني لم يقف بالإجابة على السؤال الإنكاري عن قضية البعث عند قوله " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " بل امتد بالجواب إلى شاهد مادي محسوس عليها ، وذلك بقوله عز وجل" الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " .
يقول الإمام القرطبي : نبه تعالى على وحدانيته ، ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرق اليابس من العود الندي الرطب : " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا " ، أي أن الشجر الأخضر من الماء ، والماء بارد رطب ضد النار ، وهما لا يجتمعان ، فأخرج الله منه النار . وذكر الإمام ابن كثير قولا آخر في تفسير هذه الآية فقال : الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ، ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا توقد به النار ، كذلك هو فعال لما يشاء ، قادر على ما يريد لا يمنعه شيء . نار ليس هذا فحسب ، فقد كشفت التجارب الحديثة حسبما أشارت عالمة الأحياء الفرنسية Ganeri أنيتا في كتاب لها بعنوان " حقيقية فوق الأشجار المورقة " أن نارا حقيقية تنتج عن عملية التركيب الضوئي داخل أنسجة النباتات الخضراء تجعل الشجر الأخضر المورق يضطرم ( نارا ) لا تراها العين البشرية . وكما أخرج من الشجر الأخضر النار ، البحار سجر ، وأخرج من بطونها والنار الحمم ، فقال في سورة الطور" والبحر المسجور (6) إن عذاب ربك لواقع (7) ما له من دافع ( " .
ولم تزل آيات الله تتجلى في الآفاق ..
وقد أسدل الستار عن مشهد جديد من مشاهد القدرة الإلهية ... ضدان يجتمعان ولكن هذه المرة ليس بقيعان البحار أو في أغوار المحيطات ، وإنما فوق جليد اليابسة وفي صقع من أصقاعها القطبية ... أرض الجليد والنار ... هى أيضا شاهدة لله بالقدرة أيسلندا دولة جزرية تقع في شمال المحيط الأطلسي ، إلى الجنوب مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية وتقع آيسلندا في شمال المحيط الأطلسي إلى الجنوب مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية التي تمر عبر جزيرة غريمسي الصغيرة والتي تقع قبالة الساحل الشمالي لآيسلندا . وخلافا للجزيرة المجاورة غرينلاند فإن آيسلندا تتبع أوروبا وليست أمريكا الشمالية ، على الرغم من أنها تضم صفائح جيولوجية لكلتا القارتين . وتقع أقرب الأراضي لآيسلندا على بعد 287 كم ( غرينلاند ) و 420 كم ( جزر فارو ). بينما أقرب نقطة للبر الأوروبي تقع على بعد 970 كم ( النرويج ).
وأيسلندا أيضا هى بلاد شمس منتصف الليل ، إذ يستمر نهارها أربعا وعشرين ساعة في شهر يونيو ، أما شهر ديسمبر فالنهار كالليل مظلم ، ويعيش معظم الأيسلنديين في مدن ساحلية . وتعتبر آيسلندا أرض فتية تقع على منطقة ساخنة في حيد منتصف الأطلسي . هذه التشكيلة تعني بأن الجزيرة نشطة جيولوجيا ، حيث يوجد بالبلاد ما يقارب من ال 140 بركان ، منهم حوالي 30 فاعلين . تضم آيسلندا عدد من البراكين كهيكلا ( Hekla ) وإلدجا ( Eldgjá ) وهيروبري ( Herðubreið ) وإلدفيل ( Eldfell ).
كما سببت ثورة بركان لاكي ( اكي ) عام 1783-1784 مجاعة أدت لموت ربع سكان آيسلندا . وتضم آيسلندا عدد من السخانات أشهرها سخان غيسر والذي يعد أقدم سخانات العالم ، وقد توقف ثوران غيسر لفترة من الزمن إلا أنه عاود نشاطه بعد النشاط الزلزالي في المنطقة عام 2000 م .
الينابيع الحارة : يكثر وجود الينابيع الحارة بجوار المداخن ( مجموعة من الشقوق والفوالق تتواجد بالقرب من الجبل البركاني وتخرج منها الأبخرة والغازات بشكل مستمر حتى في فترة سكون البركان ) ، وهي توجد في شكل أحواض مليئة بالمياه الساخنة والتي تغلي أحيانا ، ويبدو الماء في الينبوع صافيا رائقا ذا لون أزرق أو اخضر ما دام مورد الينبوع غزيرا كافيا لتعويض الفاقد بالبخر وزيادة ، أم إذا تساوت أو زادت كمية البخار عما يعوض من المياه فإن المياه تتكدر وتصبح حينئذ عكرة بسبب اختلاطها بذرات التكوينات الصخرية المتحللة ، وتصبح المياه أشبه بكتل من الطين يغلي . وهناك النافورات أو ما يعرف بالجيزر السخان وهي عبارة عن نافورة أو فوارة حارة تنفجر على فترات مكونة أعمدة من الأبخرة والمياه الساخنة ، وبعض هذه الأعمدة يبلغ ارتفاعها بضعة سنتيمترات وبعضها الآخر يصل إلى عدة أمتار .
ويتوقف نشاط وطبيعة النافورة أو الجيزر على عدة عوامل هي :
1 -- كمية ودرجة تدفق المياه الباطنية . 2 -- الحرارة توفر مدى . 3 -- طبيعة قناة الجيزر وصلاتها بالكسور والأنابيب الباطنية . والجيزر ما هى إلا ينابيع حارة من نوع خاص ، وهى ليست شائعة الانتشار ، ويتركز وجودها في ثلاث مناطق ، في جزيرة أيسلندا ، وجزيرة نيوزيلاندا ، ومنطقة بيلوستون بارك . كما تعتبر آيسلندا جيولوجيا جزء من حيد منتصف الأطلسي ، ويرجع وجود آيسلندا فوق مستوى البحر إلى موقعها في الحيد ، حيث تتكون القشرة المحيطية ثم تتمدد لتحل محلها قشرة محيطية أخرى . من الناحية التكتونية فأن آيسلندا لا تنتمي لأوروبا أو أمريكا الشمالية ، حيث أنها نتجت من ارتفاع القشرة عند التقاء الصفائح التكتونية وليست على الأرض القارية .
وأراضي أيسلندا ذات طبيعة بركانية ، لذا كانت أرضها سوداء ذات هشة صخور ، وينقلب سوادها إلى البياض شتاء حين تغطيها الثلوج ، ومن أهم البراكين بركان هيكلا ( 1.447 متر / 4.747 قدم ) الذي ثار عدة مرات خاصة في أعوام 1766 ، 1947 ، 1980 وبركان لاكي الذي يحتوي تقريبا على 100 فوهة بركانية .
وقد تكون من جراء هذه البراكين كثير من الأراضي ذات الحمم البركانية ، وتسببت هذه البراكين في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي فعلى سبيل المثال تسبب الانفجار المعروف لبركان لاكي لقتل أكثر من 9.000 شخص وتدمير مساحات واسعة من الأراضي المزروعة ، وقتل حوالي 80 ٪ من الدواب وذلك بسبب الحمم البركانية المنصهرة ، والرماد والغازات البركاني ، والفيضانات الجارفة الناتجة من ذوبان والجليد الثلج ، وفي عام 1963 م تسبب انفجار بركان في المحيط بعيدا عن الساحل الجنوبي غربي لأيسلندا في تكوين جزيرة .
ومؤخرا (14 من أبريل / 2010 م ) ثار بركان بالجزء الجنوبي الغربي من فوهة بركان ايافيالايوكول ، وهو المرة الأولى التي يثور فيها بعد 200 عام ، وقد ثار البركان تحت سطح النهر الجليدى ما أسفر عن ذوبان الجليد لمسافة 500 متر . وقالت خبيرة البراكين في المرصد الجيولوجي البريطاني سو لافلين : « رصدت غيوم الرماد على ارتفاع نحو 16 ألف متر » اسكتلندا فوق . وكان خبراء الطبيعة توقعوا منذ مطلع العام ، انفجار البركان في آيسلندا ، حيث رصدت أجهزة الاستشعار عن بعد تحركات تنذر بانفجار قريب في جنوب آيسلندا ، وشهدت المنطقة انفجارات بركانية خفيفة طوال الفترة السابقة وحتى في الأيام القليلة الماضية . وجاء الانفجار من خلال طبقة جليدية يبلغ سمكها 150 مترا ، وقد أدت الحمم البركانية إلى إذابة الجليد واحداث فيضانات في المناطق المحيطة ، لكنها إضافة إلى ذلك زادت من كثافة الغمام وامتزاج بخار الماء الناتج عن ذوبان الجليد بالغبار والغازات البركانية الأخرى .
وعبر مشاهد رائعة تتجسد فيها ومن خلالها قدرة الله وبديع صنعه تخرج نافورات المياه الحارة وصهير اللافا البركاني -- الذي تزيد درجة حرارته على 1000 درجة مئوية -- عبر صدوع الأرض ووسط كتل جليدية سميكة ... تماما كما أخرج النار من الشجر الأخضر ، وكما أخرجها من البحار قيعان ، فسبحان من يقول للشيء فيكون كن ، وتبارك الله ربي أحسن الخالقين .
ترسل التعليقات على المقال على الايميل التالي :
مراجع البحث :
(1) جودة حسنين جودة ، معالم الأرض سطح ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1996 م ، ص 227-230 . (2) سناء الدحروش ، الطاقة والنار ... في الكريم القرآن ، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . (2) http://www.tefanet.com
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 19 سبتمبر 2020 - 15:12 من طرف Admin
» عالم البحار sea world life
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 8:30 من طرف Admin
» الحياة في البرية
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 8:12 من طرف Admin
» جولة في النرويج
الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 19:17 من طرف Admin
» جولة في اسطمبول
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 12:09 من طرف Admin
» أكواريوم aquarium
السبت 22 أغسطس 2020 - 16:54 من طرف Admin
» سورة الملك
الخميس 6 أغسطس 2020 - 19:27 من طرف Admin
» الحكم على دنيا باطما بالسجن في قضية حمزة مون بيبي اليوم
الأربعاء 29 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin
» منع السفر من و إلى عدة مدن مغربية قبل عيد الأضحى بسبب كورونا
الأحد 26 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin