كفارة الإفطار في رمضان في الفقه الإسلامي

الحمد لله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين –صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه- ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد.. فإن كفارة الصوم في رمضان، والأسباب الموجبة لها، من المواضع الخلافية في الفقه الإسلامي، ولهذا آثرت أن أكتب دراسة مقارنة في هذا الموضوع تحت عنوان [كفارة الإفطار في رمضان في الفقه الإسلامي].
وجعلت منهجي في هذه الدراسة هو: عرض أقوال الفقهاء في كل مسألة من المسائل، وذكرت سبب الخلاف إن وجد، وأدلة كل قول مع بيان كيفية الاستدلال بها.
وأحياناً أذكر القول وأدلته، ثم أذكر المناقشات التي ترد على أدلة كل فريق والإجابة عنها إن وجدت، ثم أرجح وأبين سبب ذلك.

الخاتمة وتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها من البحث، وهي:
1- الكفارة: عقوبة تعبدية، لأن القرآن الكريم جاء بالمعنيين.
2- من جامع متعمداً في نهار رمضان، فسد صومه، وعليه الكفارة، ويندرج فيها القضاء على الأرجح.
3- الكفارة تلزم من جامع في الفرج عامداً أثناء الصيام أنزل أو لم ينزل.
4- من جامع دون الفرج في رمضان، فأنزل، عليه القضاء على الأرجح، وكذلك من استمنى بيده.
5- من جامع ناسياً في نهار رمضان لا شيء عليه، لدلالة النصوص الصحيحة على ذلك.
6- إن طلع الفجر على رجل وهو يجامع فاستدام مع العلم بالفجر، وجبت عليه الكفارة على الأرجح.
7- ومن جامع يظن أن الفجر لم يطلع فتبين أنه كان قد طلع، فعليه القضاء على الأرجح، وكذلك من أكل أو شرب أو جامع ظاناً غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر فبان خلافه.
8- المرأة إن طاوعت زوجها على الجماع وجبت عليها الكفارة على الأرجح، وإن أكرهت على الجماع عليها القضاء، وكذلك إن جامعت ناسية على الأرجح. وإن تساحقت امرأتان فأنزلتا فسد صومهما، وعليهما القضاء على الأرجح.
9- من وطئ مراراً في اليوم عامداً، فكفارة واحدة فقط، سواء كفر قبل أن يطأ الثانية أو لم يكفر على الأرجح. ومن وطئ في يومين عامداً فصاعداً، فعليه لكل يوم كفارة، سواء كفر قبل أن يطأ الثانية أو لم يكفر على الأرجح أيضاً.
10- من تعمد الإفطار بالأكل والشرب لا تلزمه كفارة وإنما يجب عليه القضاء على الأرجح.
11- ليس في الفطر عمداً في قضاء رمضان أو غيره كفارة على الأرجح عند الفقهاء.
12- الكفارة ثلاثة أنواع: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
13- كفارة الوطء في رمضان ككفارة الظهار في الترتيب على أرجح الأقوال.
14- لا تجزئ في الكفارة إلا الرقبة المؤمنة عند جمهور الفقهاء. وهو الراجح بالأدلة.
15- يشترط التتابع في صيام كفارة رمضان عند جمهور الفقهاء، فإن أفطر في الشهرين يوماً لمرض أو لغيره فعليه استقبال الصيام لفوات صفة التتابع بفطره.
16- ومن شرع في صوم قبل القدرة على الإعتاق ثم قدر عليه، لم يلزمه الخروج إليه إلا أن يشاء العتق فيجزئه، ويكون قد فعل الأولى على الأرجح.
17- مقدار الإطعام في كفارة الصوم في رمضان مختلف فيه والأرجح أن لكل مسكين مدبر، أو نصف صاع من تمر أو شعير.
18- يتأدى الإطعام في الكفارة بالتمكين من الطعام على أرجح الأقوال.
19- يشترط في الإطعام أن يدعو ستين مسكيناً فيغديهم ويعشيهم، أي أن العدد المذكور شرط في الأداء بالإطعام كما جاء في الحديث.
20- الكفارة لا تسقط بالإعسار على الأرجح، لأن ظاهر الحديث الصحيح ليس فيه إسقاط ولا أكل المرء من كفارة نفسه، ولا إنفاقه على من تلزمه نفقتهم من كفارة نفسه، والذي أذن له في التصرف فيه ليس على سبيل الكفارة.
***
الدكتور
محمد حسين قنديل

الأستاذ المساعد بكلية الشريعة

والقانون بدمنهور
أضغط هنا للتحميل