بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط البينة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البينة الاسلامي على موقع حفض الصفحات
اوقات الصلاة بالرباط
لعبة الصور المتشابهة
وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
أنس
محمد قصار
قيّد الإسلام الحركة الصناعية بجملة من الضوابط
والآداب التي تضفي على الصنعة بُعدًا أخلاقيًّا، إلى جانب ضمان الجودة والإتقان،
من ذلك:
ضرورة إتقان الصنعة:
إنَّ
ما يطلب من الصانع في أي مجال هو فيه أن يعمل بما علّمه الله تعالى عمل إتقان
وإحسان بقصد نفع الخلق، ولا يصح أن يعمل على نيَّة أنه إن لم يعمل ضاع، ولا أن يربط
إخلاصه في العمل بمقدار ما يتقاضاه من الأجر، بل على حسب إتقان ما تقتضيه الصنعة،
قال : "إنَّ الله يحبُّ إذا
عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"[1]؛ أي يُحكِمه.
المراقبة والمتابعة:
إنَّ
أفضل الصناعات ما كان على عين صاحبها، يتابع مراحل تصنيعها، ويراعي مكامن الجودة
فيها، لتُقدَّم للناس على أحسن ما يكون، أمَّا عندما يترك حبل الصناعة على غاربه،
تكون المادة المصنعة مظنّة للخلل والفساد، وفي القرآن الكريم إشارة لطيفة إلى هذا
المعنى، حيث قال الله تعالى في قصة موسى u:
{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]. فـ(العَين)
في الآية مجاز في المراعاة والمراقبة[2].
الالتزام بالمواعيد:
الالتزام
بالعهد سمة المسلم، لكنّ بعض الصناع كثيرًا ما يعصون الله في المماطلة بالمواعيد،
فيرتبطون بعقود مع الناس لا يقدرون على الوفاء بها، وإنما من باب حجز هذه العقود
لصالحهم، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]. فلا
ينبغي للصانع أن يَعِد الناس بما لا يقدر على وفائه.
عدم كتمان العيوب:
لقد
أذن الشارع بأن تصنّع مختلف أنواع الصنعة، لكنه لم يأذن للصانع بأن يكتم عيبًا
يعلمه، بل هدّد كاتم العيب بالمقت واللعن، قال رسول الله : "مَنْ بَاعَ عَيْبًا
لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنَ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلِ
الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ"[3].
عدم الحلف الكاذب:
يخطئ
كثير من الصناع عندما يتبرعون بحلف الأيمان لحاجة ولغير حاجة؛ من أجل ترويج
صناعاتهم، وقد قال رسول الله : "ثَلاَثَةٌ لاَ
يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ...، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ:
وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا،
فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (إِنَّ
الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً)"[4].
وإنما خصّ النبي وقت العصر؛ لأنه الوقت الذي يريد فيه البائع أن ينفق سلعته،
فيفتري الكذب ويستهين باسم الله، فيستهين الله به يوم القيامة.
عدم سرقة جهود الناس:
من
أخطاء الصناع أيضًا أنهم يعصون الله في سرقة جهود الآخرين، وقد أصبحت هذه الحقوق
جزءًا من القانون الوضعي، وهو ما يسمى اليوم (براءة الاختراع)، ويندرج تحته أيضًا
حقوق التصنيع وحقوق النشر.. وقد سبق الإسلام إلى ذلك، فقد قال الله تعالى: {وَلاَ
تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف: 85]. وقال رسول
الله : "مَنْ سَبَقَ إلى مَاءٍ
لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ"[5]. وهذا حكم
بالبراءة للمخترع، وبالصنعة للصانع والمبتكر.
عدم ظلم الأُجراء:
من
أخطاء الصناع أيضًا ظلم الأجراء، وهو باب يتفنَّن فيه كثير من أرباب الصناعة..
فيدخلون على أموالهم ما ينبغي أن يُردَّ على أجرائهم، فيقعون بالشبهة والحرام، وقد
قال : "أَعْطُوا الأَجِيرَ
أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ"[6]. وقال أيضًا
عليه الصلاة والسلام: "قَالَ اللَّهُ:
ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ
غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا
فَاسْتوفي مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ"[7].
وبعد،
فإنَّ اهتمام الإسلام بقضية التصنيع شكَّل فيما مضى حافزًا قويًّا لدى المسلمين نحو
العمل والإبداع والتطور حتى كان لهم -في مرحلة زمنية معينة- قصب السبق في الميدان
الصناعي.
على
أن تراجع المسلمين صناعيًّا في العصور المتأخرة لا يعني عجزهم وعدم كفاءتهم عن
مضارعة الدول الصناعية؛ فالمسلمون يملكون الإمكانات البشرية والفكرية والمهاريَّة
اللازمة لبلوغ ذلك، ولئن كان دافع الصناعيين في العالم هو -على الأغلب- مادي،
فأمامنا فرصة لكي نندفع نحو التصنيع الإبداعي بدافع إضافي، وهو: الدافع الديني؛ إذ
مِن نعمة الله علينا أن جعل سعي المؤمن وعمله ونشاطه مدخورًا له عند ربه، يُؤجر عليه
في الآخرة إذا ابتغى بذلك نفع نفسه وعياله ومجتمعه.
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر:
مجلة (منار الإسلام) - عدد فبراير 2011م.
روابط
ذات صلة:
-
المزيد من مقالات الرسول
والحقوق
-
رسول الله وحقوق العمال
والخدم
-
علاج رسول الله لمشكلة الفقر
والبطالة
[1] الطبراني في الكبير.
[2] التحرير والتنوير 9/43
[3] رواه ابن ماجه.
[4] رواه البخاري.
[5] رواه أبو داود.
[6] رواه ابن ماجه.
[7] رواه البخاري.
محمد قصار
قيّد الإسلام الحركة الصناعية بجملة من الضوابط
والآداب التي تضفي على الصنعة بُعدًا أخلاقيًّا، إلى جانب ضمان الجودة والإتقان،
من ذلك:
ضرورة إتقان الصنعة:
إنَّ
ما يطلب من الصانع في أي مجال هو فيه أن يعمل بما علّمه الله تعالى عمل إتقان
وإحسان بقصد نفع الخلق، ولا يصح أن يعمل على نيَّة أنه إن لم يعمل ضاع، ولا أن يربط
إخلاصه في العمل بمقدار ما يتقاضاه من الأجر، بل على حسب إتقان ما تقتضيه الصنعة،
قال : "إنَّ الله يحبُّ إذا
عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"[1]؛ أي يُحكِمه.
المراقبة والمتابعة:
إنَّ
أفضل الصناعات ما كان على عين صاحبها، يتابع مراحل تصنيعها، ويراعي مكامن الجودة
فيها، لتُقدَّم للناس على أحسن ما يكون، أمَّا عندما يترك حبل الصناعة على غاربه،
تكون المادة المصنعة مظنّة للخلل والفساد، وفي القرآن الكريم إشارة لطيفة إلى هذا
المعنى، حيث قال الله تعالى في قصة موسى u:
{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]. فـ(العَين)
في الآية مجاز في المراعاة والمراقبة[2].
الالتزام بالمواعيد:
الالتزام
بالعهد سمة المسلم، لكنّ بعض الصناع كثيرًا ما يعصون الله في المماطلة بالمواعيد،
فيرتبطون بعقود مع الناس لا يقدرون على الوفاء بها، وإنما من باب حجز هذه العقود
لصالحهم، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]. فلا
ينبغي للصانع أن يَعِد الناس بما لا يقدر على وفائه.
عدم كتمان العيوب:
لقد
أذن الشارع بأن تصنّع مختلف أنواع الصنعة، لكنه لم يأذن للصانع بأن يكتم عيبًا
يعلمه، بل هدّد كاتم العيب بالمقت واللعن، قال رسول الله : "مَنْ بَاعَ عَيْبًا
لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنَ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلِ
الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ"[3].
عدم الحلف الكاذب:
يخطئ
كثير من الصناع عندما يتبرعون بحلف الأيمان لحاجة ولغير حاجة؛ من أجل ترويج
صناعاتهم، وقد قال رسول الله : "ثَلاَثَةٌ لاَ
يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ...، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ:
وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا،
فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (إِنَّ
الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً)"[4].
وإنما خصّ النبي وقت العصر؛ لأنه الوقت الذي يريد فيه البائع أن ينفق سلعته،
فيفتري الكذب ويستهين باسم الله، فيستهين الله به يوم القيامة.
عدم سرقة جهود الناس:
من
أخطاء الصناع أيضًا أنهم يعصون الله في سرقة جهود الآخرين، وقد أصبحت هذه الحقوق
جزءًا من القانون الوضعي، وهو ما يسمى اليوم (براءة الاختراع)، ويندرج تحته أيضًا
حقوق التصنيع وحقوق النشر.. وقد سبق الإسلام إلى ذلك، فقد قال الله تعالى: {وَلاَ
تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف: 85]. وقال رسول
الله : "مَنْ سَبَقَ إلى مَاءٍ
لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ"[5]. وهذا حكم
بالبراءة للمخترع، وبالصنعة للصانع والمبتكر.
عدم ظلم الأُجراء:
من
أخطاء الصناع أيضًا ظلم الأجراء، وهو باب يتفنَّن فيه كثير من أرباب الصناعة..
فيدخلون على أموالهم ما ينبغي أن يُردَّ على أجرائهم، فيقعون بالشبهة والحرام، وقد
قال : "أَعْطُوا الأَجِيرَ
أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ"[6]. وقال أيضًا
عليه الصلاة والسلام: "قَالَ اللَّهُ:
ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ
غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا
فَاسْتوفي مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ"[7].
وبعد،
فإنَّ اهتمام الإسلام بقضية التصنيع شكَّل فيما مضى حافزًا قويًّا لدى المسلمين نحو
العمل والإبداع والتطور حتى كان لهم -في مرحلة زمنية معينة- قصب السبق في الميدان
الصناعي.
على
أن تراجع المسلمين صناعيًّا في العصور المتأخرة لا يعني عجزهم وعدم كفاءتهم عن
مضارعة الدول الصناعية؛ فالمسلمون يملكون الإمكانات البشرية والفكرية والمهاريَّة
اللازمة لبلوغ ذلك، ولئن كان دافع الصناعيين في العالم هو -على الأغلب- مادي،
فأمامنا فرصة لكي نندفع نحو التصنيع الإبداعي بدافع إضافي، وهو: الدافع الديني؛ إذ
مِن نعمة الله علينا أن جعل سعي المؤمن وعمله ونشاطه مدخورًا له عند ربه، يُؤجر عليه
في الآخرة إذا ابتغى بذلك نفع نفسه وعياله ومجتمعه.
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر:
مجلة (منار الإسلام) - عدد فبراير 2011م.
روابط
ذات صلة:
-
المزيد من مقالات الرسول
والحقوق
-
رسول الله وحقوق العمال
والخدم
-
علاج رسول الله لمشكلة الفقر
والبطالة
[1] الطبراني في الكبير.
[2] التحرير والتنوير 9/43
[3] رواه ابن ماجه.
[4] رواه البخاري.
[5] رواه أبو داود.
[6] رواه ابن ماجه.
[7] رواه البخاري.
سارة- الادارة العامة
- عدد المساهمات : 1528
تاريخ الميلاد : 13/03/1223
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 801
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 19 سبتمبر 2020 - 15:12 من طرف Admin
» عالم البحار sea world life
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 8:30 من طرف Admin
» الحياة في البرية
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 8:12 من طرف Admin
» جولة في النرويج
الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 19:17 من طرف Admin
» جولة في اسطمبول
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 12:09 من طرف Admin
» أكواريوم aquarium
السبت 22 أغسطس 2020 - 16:54 من طرف Admin
» سورة الملك
الخميس 6 أغسطس 2020 - 19:27 من طرف Admin
» الحكم على دنيا باطما بالسجن في قضية حمزة مون بيبي اليوم
الأربعاء 29 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin
» منع السفر من و إلى عدة مدن مغربية قبل عيد الأضحى بسبب كورونا
الأحد 26 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin