بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط البينة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البينة الاسلامي على موقع حفض الصفحات
اوقات الصلاة بالرباط
لعبة الصور المتشابهة
مذا تعرف عن العالم المسلم جابر بن حيان وعيب ان لا تعرف عنه شيئا
صفحة 1 من اصل 1
مذا تعرف عن العالم المسلم جابر بن حيان وعيب ان لا تعرف عنه شيئا
جابر بن حيان:
ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية أحياناً وتاريخية حيناً آخر،
هي شخصية جابر بن حيان، ونستنتج من خلال الكتب التي تحمل اسمه أنه من أشهر
الكيميائيين العرب، ويعدّ الممثل الأول للكيمياء العربية.
وقد أثّر جابر في الكيمياء الأوربية لظهور عدد لا يستهان به من
المخطوطات اللاتينية في الكيمياء منسوبة إلى جابر بن حيان [9].
مولده – نشأته:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي. ولد في
طوس (خراسان ) وسكن الكوفة، حيث كان يعمل صيدلانياً [10]. وكان أبوه عطاراً
[11]. بنسبته الطوسي أو الطرطوسي، وينحدر من قبيلة الازد.
يقال إنه كان من الصابئة، ومن ثم لقبه الحرّاني، كان من أنصار آل البيت
(بعد أن دخل الإسلام وأظهر غيرة عظيمة على دينه الجديد )، ومن غير الموالين
للدولة العباسية في بداية حياته [12].
كان يعيش في ستر وعزلة عن الناس فقيل عنه إنه كان صوفياً.
ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير
معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م [13].
ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن
المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن [14].
رحل إلى الجزيرة العربية وأتقن العربية وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى
على يد رجل عرف باسم (حربي الحميري) وقد يكون هو الراهب الذي ذكره في
مصنفاته وتلقّن عنه بعض التجارب [15].
اتصل بالإمام جعفر الصادق (الإمام الخامس بعد علي بن أبي طالب ) ت 148 هـ،
ويقال إنه أخذ علم الصنعة عنه، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون
الرشيد بحفاوة [16].
اختلاف الرواة والمفكرين في أمره ووجوده:
اختلف الرواة في أمر جابر، فقد أنكر قوم أن يكون قد مرّ في هذه الحياة رجل
يحمل هذا الاسم، وقال آخرون إنه رجل معروف في التاريخ، وقد اشتغل بصناعة
الكيمياء، واستطاع أن يحوّل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة.
وزعم قوم من الفلاسفة أنه منهم، وله كتب في المنطق والفلسفة. وزعم آخرون (
أهل صناعة الذهب والفضة) أن الرئاسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان
مكتوماً [17].
لكن جابر بن حيان حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها، وعلم من أعلام العرب
العباقرة، وأول رائد للكيمياء، وقد أيّد هذه الحقيقة أبو بكر الرازي، عندما
كان يشير إلى جابر في كتبه فيقول "أستاذنا"[18].
منهجه العلمي:
العلم عند جابر يسبق العمل، فليس لأحد أن يعمل ويجرب دون أن يعلم أصول
الصنعة ومجالات العلم بصورة كاملة وقد قال: "إن كل صنعة لابد لها من سبوق
العلم في طلبها للعمل" [23].
وقطع جابر كأحد رواد علماء العرب خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة
أساس العمل لا اعتماداً على التأمل الساكن، ولعله أسبق عالم عربي في هذا
المضمار، فنراه يقول:
] وملاك هذه الصنعة العمل، فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبداً [ [24].
وقد كان جابر انطلاقاً من قناعته بامكانية قيام العلم الطبيعي على قاعدة
الاتقان المتين، كان شجاعاً بما فيه الكفاية، فهو يؤمن بأنه انتزع من
الطبيعة آخر خفاياها، سمة علمه أنه لا يعترف بوجود أي حد للتفكير البشري.
تساءل جابر ؟! ألا يمكن أن يكون التوليد ممكناً، ] فالكائن الحي بالنسبة
له بل الانسان نفسه، إنما هو نتيجة تفاعل قوى الطبيعة، فمن الممكن من
الناحية النظرية على الأقل- محاكاة تدبير الطبيعة بل تحسينه عند الحاجة [
[25].
ومهما يكن من أمر، فإن قيام جابر كعالم كيميائي ابتكر المنهج التجريبي في
الكيمياء، لايعني أن هذا العالم قد تخلص من الافكار القديمة، وحرّر فكره
ومذهبه منها، إذ أن له بعض الكتابات الغريبة والطلسمات، لكن هذا لايعني
أيضاً أنه لم يشق طريقه في الظلمات عبر العصور المظلمة إلى النور [26].
ولجابر الكبير في تطور الكيمياء وانتقالها من صنعة الذهب الخرافية إلى طور
العلم التجريبي في المختبرات، حيث أن موضوع الحصول على الذهب لم يشغله عن
غيره من النواحي العلمية الاخرى، فشمل نشاطه المسائل النظرية والعلمية
العادية وغير العادية.
فقد عرف جابر الكثير من العمليات العلمية كالتقطير، التبخير، التكليس، الإذابة، التبلور، وغيرها [27].
كما شمل عمله الناحية التطبيقية للكيمياء، من ذلك أنه أدخل طريقة فصل الذهب
عن الفضة بالحل بواسطة الحامض، وهذه طريقة لا زالت مستخدمة حتى الان، ولها
شأن في تقدير عيارات الذهب في المشغولات والسبائك الذهبية [28].
رأي جابر في طبائع العناصر، وإمكانية تحويلها إلى ذهب:
ينطلق جابر في الصنعة من أن لكل عنصر روحاً (نفساً، جوهراً ) كما نجد
في أفراد الناس والحيوان، وأن للعناصر طبائع، وهذه الطبائع في العناصر
قابلة للتبدل.
ويرى جابر أن العنصر كلما كان أقل صفاءً (ممزوجاً بعناصر اخرى ) كان
أضعف تأثيراً، فإذا أردنا عنصراً قوي الاثر (في غيره)، وجب تصفيته،
والتصفية تكون بالتقطير، فبالتقطير تصعد الروح من العنصر فيموت العنصر.
يقول جابر:
] فإذا استطعنا أن نسيطر على روح هذا العنصر، ثم القينا شيئاً منه (
الروح وهي مذكر) على مادة ما، انقلبت تلك المادة فكانت مثل العنصر الذي
القينا فيه شيئاً من روحه [ [29].
تطبيق هذا الرأي على الذهب:
يقول جابر:
] إن أصفى العناصر الحاضرة الذهب، لكن صفاءه غير تام، فيجب أن نصفّيه مرة
بعد أخرى، حتى نبلغ به درجة الصفاء المطلقة، ونستخرج روحه في ايدينا
إكسيراً أو دواءً، يعمل في المعادن عمل الخميرة في العجين [.
فكما أن الخميرة تجعل العجين الفطير كله عجيناً مختمراً، فكذلك
الاكسير (الاحمر المستخرج من الذهب ) يقلب المعادن ذهباً، والاكسير (الابيض
المستخرج من الفضة) يقلب المعادن فضة.
أما العناصر التي تقبل عند أصحاب الصنعة الانقلاب ذهباً وفضة (بسهولة ) فهي النحاس والزئبق والرصاص والحديد [30].
ويبدو أن (الروح، الخميرة، الاكسير، حجر الفلاسفة، الكيمياء ) اسماء مختلفة لشيء واحد.
فالاكسير برأي جابر يمكن الحصول عليه بغلي الذهب في سوائل مختلفة مرة بعد مرة ألف مرة، ولا شك في أن هذا الزعم باطل [31].
ولجابر رأي روحاني متطرف في طبائع المعادن (ذكر ذلك في كتاب الرحمة)، فهو
يعد المعدن كائناً حياً ينمو في باطن الارض أمداً طويلاً آلاف السنين،
وينقلب من معدن خسيس كالرصاص إلى معدن نفيس كالذهب، وغاية علم الكيمياء
الاسراع بهذا الاقلاب، وهو يطبق مذاهب التناسل والزواج والحمل والتعليم على
المعدن، وكذلك مذاهب الحياة والموت [32].
كان جابر يرى أن المعادن تحت تأثير الكواكب، تتكون في الارض من اتحاد الكبريت الحار واليابس مع الزئبق البارد والرطب.
ويرجع وجود المعادن بأنواع مختلفة إلى أن الكبريت والزئبق ليسا
نقيين على الدوام، ولأنهماً فضلاً عن ذلك لايتحدان بالنسب ذاتها، فإذا كانا
نقيين تماماً، وحصل الاتحاد كاملاً بالميزان الطبيعي، نشأ الذهب أكمل
المعادن [33].
أما الاخلاط والنسب غير الكاملة فتؤدي إلى تكوين الفضة أو الاسرب أو
الحديد أو النحاس. ولما كان لهذه المعادن في الاصل التركيب ذاته الذي
للذهب، فيمكن تصحيح (تأثير) المصادفات في طريقة تركيبها بتدبير مناسب، وهذا
التدبير يُشكّل غرض الصنعة، ويعول على استعمال الاكاسير [34].
ومن هنا نستنتج أن جابراً يرى أنه من غير المستحيل تكوين الذهب نظرياً على الاقل، وإن كان ذلك صعباً تجريبياً ! [35].
يقول جابر في كتابه السبعين على سبيل المثال:
إن الاسرب بارد يابس في الظاهر، وحار رطب في الباطن، وكذلك بالنسبة
للفضة، بينما الذهب حار رطب في الظاهر، وبارد يابس في الباطن [39].
ويقال أن جابراً كان أكثر مقامة في الكوفة، وبها كان يدبر الاكسير لصحة هوائها [40].
وذكر جابر في كتابه (الخواص الكبير)، قصة اتصاله بيحيى البرمكي، وعمل اكسيره، وكيف خلصّ به كثيراً من الناس وشفاهم !.
تطلعنا قصته هذه، على أن جابراً كان طبيباً، وكان يستخدم في العلاج دواء يسميه الاكسير، يبدو أنه كان يشفي كثيراً من العلل [41].
أما ما له علاقة بالاكسير من جهة المسؤولية الكبرى، واكتشاف سر الله الاعظم، فله علاقة بالامام جعفر علاقة شديدة [42].
فجابر يعتقد بوجود طريقتين لادراك الصنعة:
أ – طريق ظاهري: وذلك باقتفاء أثر الطبيعة.
ب – طريق باطني : بمعرفة الفرضيات الكبرى، وتطهير النفس البشرية.
والثاني يشير إلى تصوفه وتشيعه الواضحين
[43]. إذ أن أهم مصادر معرفته، الالهامات الباطنية التي اقتبسها عن إمامه
جعفر الصادق، فعلاقته مع الامام جعفر الصادق هي علاقة فكرية فلسفية.
والعلاقة بين جابر وإمامه الصادق لا تقف عد حد واحد، إنما تتعداه إلى أمر كشف سر الله الاعظم ألا وهو الاكسير ؟! [44].
] ولن أشير أكثر إلى العلاقة بين العالم جابر بن حيان وإمامه جعفر الصادق
لسعة البحث في هذا الامر، ولاختصار دراستنا على جانب علمي معين في علم
العالم الكيميائي جابر بن حيان [.
اكتشافات جابر الكيميائية الاخرى:
سنذكر بعضاً منها:
1- عرف جابر بأن الشب يساعد على
تثبيت الاصباغ في الاقمشة، والعلم الحديث اثبت ذلك، (الشب = أملاح
الالمنيوم).
2- توصل جابر إلى تحضير بعض المواد التي تمنع البلل عن
الثياب، وهذه المواد هي أملاح الالمنيوم المشتقة من الحموض العضوية.
3- توصل إلى استخدام كبريتيد الانتموان، الذي له لون الذهب، ليعوّض عن الاخير الغالي الثمن.
4- تمكن من صنع ورق غير قابل للاحتراق، والعلم الحديث لايعرف حتى الان نوع هذا الورق [45].
5- أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة
بالحل بواسطة الحامض (الماء الملكي) وهذه الطريقة لازالت مستخدمة حتى الان.
6- مارس كثيراً من العمليات الكيميائية، كالتقطير، التكليس،
التبلور، التصعيد، وعرف واكتشف الكثير من المواد الكيميائية [46].
لمحة عن كتبه:
ألفّ جابر عدداً كبيراً جداً من الكتب، يقال أنها تجاوزت – 3900 كتاب –
[47]، كانت سبباً في الشك بوجوده، أو حتى نسبها جميعاً إليه.
له كتب في الكيمياء، الفلسفة، التنجيم، الرياضيات، الموسيقى، الطب والسحر ورسائل دينية اخرى.
تميّزت مخطوطاته وكتبه بوحدتها، مما يدل على أنها تابعة لمدرسة واحدة،
والكتب التي تغلب عليها نزعة الكيمياء هي كتب السبعين والرحمة، أما الكتب
التي تغلب عليها النـزعة الطبية فهي رسائل السموم [48].
ولجابر أسلوب لايشبه أسلوب باقي المؤلفين، فأسلوبه يتميز بالجدية، والفكرة الواحدة والتفكير العميق [49].
وقد ذكر ابن النديم ما يزيد عن 360 مؤلفاً لجابر، يمكن الرجوع اليها في
كتاب الفهرست [50]، وكذلك ذكرها كرواس في مؤلفه رسائل جابر [51].
يمكن أن نعدّ رسائل جابر في الكيمياء أول مظهر من مظاهر الكيمياء في
المدنية الاسلامية، على الرغم من أن عدداً عظمياً من رسائله كان نصيبها
الفناء، بينما بقيت بعض الكتب اللاتينية التي أُخذت عنها.
م
ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية أحياناً وتاريخية حيناً آخر،
هي شخصية جابر بن حيان، ونستنتج من خلال الكتب التي تحمل اسمه أنه من أشهر
الكيميائيين العرب، ويعدّ الممثل الأول للكيمياء العربية.
وقد أثّر جابر في الكيمياء الأوربية لظهور عدد لا يستهان به من
المخطوطات اللاتينية في الكيمياء منسوبة إلى جابر بن حيان [9].
مولده – نشأته:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي. ولد في
طوس (خراسان ) وسكن الكوفة، حيث كان يعمل صيدلانياً [10]. وكان أبوه عطاراً
[11]. بنسبته الطوسي أو الطرطوسي، وينحدر من قبيلة الازد.
يقال إنه كان من الصابئة، ومن ثم لقبه الحرّاني، كان من أنصار آل البيت
(بعد أن دخل الإسلام وأظهر غيرة عظيمة على دينه الجديد )، ومن غير الموالين
للدولة العباسية في بداية حياته [12].
كان يعيش في ستر وعزلة عن الناس فقيل عنه إنه كان صوفياً.
ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير
معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م [13].
ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن
المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن [14].
رحل إلى الجزيرة العربية وأتقن العربية وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى
على يد رجل عرف باسم (حربي الحميري) وقد يكون هو الراهب الذي ذكره في
مصنفاته وتلقّن عنه بعض التجارب [15].
اتصل بالإمام جعفر الصادق (الإمام الخامس بعد علي بن أبي طالب ) ت 148 هـ،
ويقال إنه أخذ علم الصنعة عنه، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون
الرشيد بحفاوة [16].
اختلاف الرواة والمفكرين في أمره ووجوده:
اختلف الرواة في أمر جابر، فقد أنكر قوم أن يكون قد مرّ في هذه الحياة رجل
يحمل هذا الاسم، وقال آخرون إنه رجل معروف في التاريخ، وقد اشتغل بصناعة
الكيمياء، واستطاع أن يحوّل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة.
وزعم قوم من الفلاسفة أنه منهم، وله كتب في المنطق والفلسفة. وزعم آخرون (
أهل صناعة الذهب والفضة) أن الرئاسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان
مكتوماً [17].
لكن جابر بن حيان حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها، وعلم من أعلام العرب
العباقرة، وأول رائد للكيمياء، وقد أيّد هذه الحقيقة أبو بكر الرازي، عندما
كان يشير إلى جابر في كتبه فيقول "أستاذنا"[18].
منهجه العلمي:
العلم عند جابر يسبق العمل، فليس لأحد أن يعمل ويجرب دون أن يعلم أصول
الصنعة ومجالات العلم بصورة كاملة وقد قال: "إن كل صنعة لابد لها من سبوق
العلم في طلبها للعمل" [23].
وقطع جابر كأحد رواد علماء العرب خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة
أساس العمل لا اعتماداً على التأمل الساكن، ولعله أسبق عالم عربي في هذا
المضمار، فنراه يقول:
] وملاك هذه الصنعة العمل، فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبداً [ [24].
وقد كان جابر انطلاقاً من قناعته بامكانية قيام العلم الطبيعي على قاعدة
الاتقان المتين، كان شجاعاً بما فيه الكفاية، فهو يؤمن بأنه انتزع من
الطبيعة آخر خفاياها، سمة علمه أنه لا يعترف بوجود أي حد للتفكير البشري.
تساءل جابر ؟! ألا يمكن أن يكون التوليد ممكناً، ] فالكائن الحي بالنسبة
له بل الانسان نفسه، إنما هو نتيجة تفاعل قوى الطبيعة، فمن الممكن من
الناحية النظرية على الأقل- محاكاة تدبير الطبيعة بل تحسينه عند الحاجة [
[25].
ومهما يكن من أمر، فإن قيام جابر كعالم كيميائي ابتكر المنهج التجريبي في
الكيمياء، لايعني أن هذا العالم قد تخلص من الافكار القديمة، وحرّر فكره
ومذهبه منها، إذ أن له بعض الكتابات الغريبة والطلسمات، لكن هذا لايعني
أيضاً أنه لم يشق طريقه في الظلمات عبر العصور المظلمة إلى النور [26].
ولجابر الكبير في تطور الكيمياء وانتقالها من صنعة الذهب الخرافية إلى طور
العلم التجريبي في المختبرات، حيث أن موضوع الحصول على الذهب لم يشغله عن
غيره من النواحي العلمية الاخرى، فشمل نشاطه المسائل النظرية والعلمية
العادية وغير العادية.
فقد عرف جابر الكثير من العمليات العلمية كالتقطير، التبخير، التكليس، الإذابة، التبلور، وغيرها [27].
كما شمل عمله الناحية التطبيقية للكيمياء، من ذلك أنه أدخل طريقة فصل الذهب
عن الفضة بالحل بواسطة الحامض، وهذه طريقة لا زالت مستخدمة حتى الان، ولها
شأن في تقدير عيارات الذهب في المشغولات والسبائك الذهبية [28].
رأي جابر في طبائع العناصر، وإمكانية تحويلها إلى ذهب:
ينطلق جابر في الصنعة من أن لكل عنصر روحاً (نفساً، جوهراً ) كما نجد
في أفراد الناس والحيوان، وأن للعناصر طبائع، وهذه الطبائع في العناصر
قابلة للتبدل.
ويرى جابر أن العنصر كلما كان أقل صفاءً (ممزوجاً بعناصر اخرى ) كان
أضعف تأثيراً، فإذا أردنا عنصراً قوي الاثر (في غيره)، وجب تصفيته،
والتصفية تكون بالتقطير، فبالتقطير تصعد الروح من العنصر فيموت العنصر.
يقول جابر:
] فإذا استطعنا أن نسيطر على روح هذا العنصر، ثم القينا شيئاً منه (
الروح وهي مذكر) على مادة ما، انقلبت تلك المادة فكانت مثل العنصر الذي
القينا فيه شيئاً من روحه [ [29].
تطبيق هذا الرأي على الذهب:
يقول جابر:
] إن أصفى العناصر الحاضرة الذهب، لكن صفاءه غير تام، فيجب أن نصفّيه مرة
بعد أخرى، حتى نبلغ به درجة الصفاء المطلقة، ونستخرج روحه في ايدينا
إكسيراً أو دواءً، يعمل في المعادن عمل الخميرة في العجين [.
فكما أن الخميرة تجعل العجين الفطير كله عجيناً مختمراً، فكذلك
الاكسير (الاحمر المستخرج من الذهب ) يقلب المعادن ذهباً، والاكسير (الابيض
المستخرج من الفضة) يقلب المعادن فضة.
أما العناصر التي تقبل عند أصحاب الصنعة الانقلاب ذهباً وفضة (بسهولة ) فهي النحاس والزئبق والرصاص والحديد [30].
ويبدو أن (الروح، الخميرة، الاكسير، حجر الفلاسفة، الكيمياء ) اسماء مختلفة لشيء واحد.
فالاكسير برأي جابر يمكن الحصول عليه بغلي الذهب في سوائل مختلفة مرة بعد مرة ألف مرة، ولا شك في أن هذا الزعم باطل [31].
ولجابر رأي روحاني متطرف في طبائع المعادن (ذكر ذلك في كتاب الرحمة)، فهو
يعد المعدن كائناً حياً ينمو في باطن الارض أمداً طويلاً آلاف السنين،
وينقلب من معدن خسيس كالرصاص إلى معدن نفيس كالذهب، وغاية علم الكيمياء
الاسراع بهذا الاقلاب، وهو يطبق مذاهب التناسل والزواج والحمل والتعليم على
المعدن، وكذلك مذاهب الحياة والموت [32].
كان جابر يرى أن المعادن تحت تأثير الكواكب، تتكون في الارض من اتحاد الكبريت الحار واليابس مع الزئبق البارد والرطب.
ويرجع وجود المعادن بأنواع مختلفة إلى أن الكبريت والزئبق ليسا
نقيين على الدوام، ولأنهماً فضلاً عن ذلك لايتحدان بالنسب ذاتها، فإذا كانا
نقيين تماماً، وحصل الاتحاد كاملاً بالميزان الطبيعي، نشأ الذهب أكمل
المعادن [33].
أما الاخلاط والنسب غير الكاملة فتؤدي إلى تكوين الفضة أو الاسرب أو
الحديد أو النحاس. ولما كان لهذه المعادن في الاصل التركيب ذاته الذي
للذهب، فيمكن تصحيح (تأثير) المصادفات في طريقة تركيبها بتدبير مناسب، وهذا
التدبير يُشكّل غرض الصنعة، ويعول على استعمال الاكاسير [34].
ومن هنا نستنتج أن جابراً يرى أنه من غير المستحيل تكوين الذهب نظرياً على الاقل، وإن كان ذلك صعباً تجريبياً ! [35].
يقول جابر في كتابه السبعين على سبيل المثال:
إن الاسرب بارد يابس في الظاهر، وحار رطب في الباطن، وكذلك بالنسبة
للفضة، بينما الذهب حار رطب في الظاهر، وبارد يابس في الباطن [39].
ويقال أن جابراً كان أكثر مقامة في الكوفة، وبها كان يدبر الاكسير لصحة هوائها [40].
وذكر جابر في كتابه (الخواص الكبير)، قصة اتصاله بيحيى البرمكي، وعمل اكسيره، وكيف خلصّ به كثيراً من الناس وشفاهم !.
تطلعنا قصته هذه، على أن جابراً كان طبيباً، وكان يستخدم في العلاج دواء يسميه الاكسير، يبدو أنه كان يشفي كثيراً من العلل [41].
أما ما له علاقة بالاكسير من جهة المسؤولية الكبرى، واكتشاف سر الله الاعظم، فله علاقة بالامام جعفر علاقة شديدة [42].
فجابر يعتقد بوجود طريقتين لادراك الصنعة:
أ – طريق ظاهري: وذلك باقتفاء أثر الطبيعة.
ب – طريق باطني : بمعرفة الفرضيات الكبرى، وتطهير النفس البشرية.
والثاني يشير إلى تصوفه وتشيعه الواضحين
[43]. إذ أن أهم مصادر معرفته، الالهامات الباطنية التي اقتبسها عن إمامه
جعفر الصادق، فعلاقته مع الامام جعفر الصادق هي علاقة فكرية فلسفية.
والعلاقة بين جابر وإمامه الصادق لا تقف عد حد واحد، إنما تتعداه إلى أمر كشف سر الله الاعظم ألا وهو الاكسير ؟! [44].
] ولن أشير أكثر إلى العلاقة بين العالم جابر بن حيان وإمامه جعفر الصادق
لسعة البحث في هذا الامر، ولاختصار دراستنا على جانب علمي معين في علم
العالم الكيميائي جابر بن حيان [.
اكتشافات جابر الكيميائية الاخرى:
سنذكر بعضاً منها:
1- عرف جابر بأن الشب يساعد على
تثبيت الاصباغ في الاقمشة، والعلم الحديث اثبت ذلك، (الشب = أملاح
الالمنيوم).
2- توصل جابر إلى تحضير بعض المواد التي تمنع البلل عن
الثياب، وهذه المواد هي أملاح الالمنيوم المشتقة من الحموض العضوية.
3- توصل إلى استخدام كبريتيد الانتموان، الذي له لون الذهب، ليعوّض عن الاخير الغالي الثمن.
4- تمكن من صنع ورق غير قابل للاحتراق، والعلم الحديث لايعرف حتى الان نوع هذا الورق [45].
5- أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة
بالحل بواسطة الحامض (الماء الملكي) وهذه الطريقة لازالت مستخدمة حتى الان.
6- مارس كثيراً من العمليات الكيميائية، كالتقطير، التكليس،
التبلور، التصعيد، وعرف واكتشف الكثير من المواد الكيميائية [46].
لمحة عن كتبه:
ألفّ جابر عدداً كبيراً جداً من الكتب، يقال أنها تجاوزت – 3900 كتاب –
[47]، كانت سبباً في الشك بوجوده، أو حتى نسبها جميعاً إليه.
له كتب في الكيمياء، الفلسفة، التنجيم، الرياضيات، الموسيقى، الطب والسحر ورسائل دينية اخرى.
تميّزت مخطوطاته وكتبه بوحدتها، مما يدل على أنها تابعة لمدرسة واحدة،
والكتب التي تغلب عليها نزعة الكيمياء هي كتب السبعين والرحمة، أما الكتب
التي تغلب عليها النـزعة الطبية فهي رسائل السموم [48].
ولجابر أسلوب لايشبه أسلوب باقي المؤلفين، فأسلوبه يتميز بالجدية، والفكرة الواحدة والتفكير العميق [49].
وقد ذكر ابن النديم ما يزيد عن 360 مؤلفاً لجابر، يمكن الرجوع اليها في
كتاب الفهرست [50]، وكذلك ذكرها كرواس في مؤلفه رسائل جابر [51].
يمكن أن نعدّ رسائل جابر في الكيمياء أول مظهر من مظاهر الكيمياء في
المدنية الاسلامية، على الرغم من أن عدداً عظمياً من رسائله كان نصيبها
الفناء، بينما بقيت بعض الكتب اللاتينية التي أُخذت عنها.
م
سارة- الادارة العامة
- عدد المساهمات : 1528
تاريخ الميلاد : 13/03/1223
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 801
رد: مذا تعرف عن العالم المسلم جابر بن حيان وعيب ان لا تعرف عنه شيئا
د. راغب السرجاني
وصفه ابن خلدون
في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: "إمام المدونين فيها
جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها "علم جابر"، وله فيها سبعون
رسالة"[1].
إنه
أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، نسبة إلى قبيلة أزد اليمنية
التي هاجر البعض منها إلى الكوفة بعد انهيار سد مأرب. وُلِدَ في (طوس)
واستقرَّ في بغداد بعد قيام الدولة العباسية، وتوثقت علاقته بأسرة البرامكة الفارسية، وامتدت حياته ما بين (103 - 200هـ/ 721 - 815م)[2].
يُعَدّ مؤسس علم الكيمياء التجريبي؛ فهو أول من استخلص معلوماته
الكيميائية من خلال التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، وكان غزير
الإنتاج والاكتشافات، حتى إن الكيمياء اقترنت باسمه فقالوا: "كيمياء جابر"،
و"الكيمياء لجابر"، وكذلك: "صنعة جابر". كما أُطلق عليه أيضًا "شيخ
الكيميائيين" و"أبو الكيمياء".
فقبل جابر كان هناك مجموعة من المهن البدائية القديمة، وقد اختلطت مع
كثير من الحرف، كالتحنيط (في مصر القديمة) والدِّباغة، والصباغة والتعدين
واستخلاص الزيوت، لكن جابر بن حيان استطاع أن يطوِّر الكيمياء ويرفعها من
تلك المنزلة البدائية التي كانت عليها إلى منزلة عالية، وذلك بإضافته
للكثير من المعارف النظرية والعلمية، وإرسائه أسسَ وأصولَ تحضير المواد
الكيميائية والتعامل معها؛ لذلك يُعتَبَر ابنُ حيان شيخ الكيميائيين بلا
منازع[3].
بداية الكيمياء والمنهج العلمي عند جابر
بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل
المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة؛ وذلك لأن العلماء في حضارات ما قبل
الإسلام كانوا يعتقدون أن المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس
والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة
والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها، وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية
العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والتراب)؛ لذا يمكن تحويل هذه
المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق
تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار
إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر[4]، وهذا ما كان يُسَمَّى بعلم الخيمياء.
وقد تأثَّر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبي بكر
الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين عن
اليونان، لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدَّت هذه الدراسة إلى وضع
وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية.
وعن هذا المنهج التجريبي كان يقول جابر: "ومِلاك كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ فمن لم يعمل ولم يجرِّب لم يظفر بشيء أبدًا"[5].
وفي كتاب الخواص الكبير المقالة الأولى يقول: "إننا نذكر في هذه الكتب
خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا وقرأناه، بعد أن امتحنّاه
وجرَّبناه، فما صحَّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا
قايسناه على أحوال هؤلاء القوم"[6].
ولذلك يُعَد جابر أول من أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث
العلمي الذي أرسى قواعده، وكان أحيانًا ما يُسمي التجربة بالتدريب، فكان
يقول: "فمن كان دَرِبًا كان عالمًا حقًا، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن
عالمًا، وحسبُك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدَّرِب يحذق، وغير
الدَّرِب يعطل"[7]!!
وعليه قطع جابر خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن.
لقد كانت أعمال جابر القائمة على التجربة المعملية أهم محاولة جادة قامت
آنذاك لدراسة الطبيعة دراسة علمية دقيقة؛ فهو أول من بشَّر بالمنهج
التجريبي المخبري، وتكاد الإجراءات التي كان يتبعها في أبحاثه تطابق ما
يقوم به المشتغلون بالمنهج العلمي اليوم؛ وتتلخص إجراءاته في خطوات ثلاث:
الأولى: أن يأتي الكيميائي بفرض يفرضه من خلال مشاهداته، وذلك حتى يفسر الظاهرة التي يريد تفسيرها.
الثانية: أن يستنبط مما افترضه نتائج تترتب عليه نظريًا.
الثالثة: أن يعود بهذه النتائج إلى الطبيعة ليتثبت ما إذا كانت ستصدق
على مشاهداته الجديدة أم لا؛ فإن صدقت تحولت الفرضية إلى قانون علمي
يُعوَّل عليه في التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الطبيعة إذا توافرت ظروف
بعينها[8].
ولقد اهتم هولميارد Holmyard بأعمال جابر ومنهجه العلمي ومؤلفاته، وعكف
على إبراز القيمة العلمية لعمله، وتراه بعد ذلك يقول: "إن الصنعة الخاصة
عند جابر هي أنه قد عرف وأكَّد على أهمية التجريب بشكل أوضح من كل من سبقه
من الخيميائيين"[9].
جابر بن حيان.. أوَّليات وإنجازات
قام جابر بإجراء كثير من العمليات المخبرية، كان بعضها معروفًا من قبلُ
فطوَّره، وأدخل عملياتٍ جديدة. ومن الوسائل التي استخدمها: التّبخُّر،
والتقطير[10]، والتبلُّر[11]، والتسامي[12]، والترشيح[13]، والصَّهر، والتكثيف، والإذابة، ودرس خواص بعض المواد دراسة دقيقة؛ فتعرف على أيون الفضة النشادري المعقد[14].
كما قام بتحضير عدد كبير من المواد الكيميائية، فهو أول من حضَّر حمض
الكبريتيك بالتقطير من الشَّب، وحضَّر أكسيد الزئبق، وحمض النتريك؛ أي ماء
الفضة، وكان يسميه الماء المحلل أو ماء النار، وحضر حمض الكلوريدريك
المسمَّى بروح الملح، وهو أول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استخرج
نترات الفضة وقد سمّاها حجر جهنم، وثاني كلوريد الزئبق (السليماني)، وحمض
النتروهيدروكلوريك (الماء الملكي)، وسُمِّي كذلك لأنه يذيب الذهب ملك
المعادن.
وهو أول من لاحظ رواسب كلوريد الفضة عند إضافة ملح الطعام إلى نترات
الفضة، كما استخدم الشب في تثبيت الأصباغ في الأقمشة، وحضَّر بعض المواد
التي تمنع الثياب من البلل؛ وهذه المواد هي أملاح الألومنيوم المشتقة من
الأحماض العضوية ذات الأجزاء الهيدروكربونية، ومن استنتاجاته أن اللهب
يُكسِب النحاس اللون الأزرق، بينما يكسب النحاس اللهب لونًا أخضر. وهو أول
من فصل الذهب عن الفضة بالحل بوساطة الحمض، وشرح بالتفصيل عملية تحضير
الزرنيخ، وتنقية المعادن، وصبغ الأقمشة[15].
ويُعزَى إليه أنه أولُ من استعمل الميزان الحساس والأوزان متناهية الدقة
في تجاربه المخبرية؛ وقد وزن مقادير يقل وزنها عن1/100 من الرطل، ويُنسَب
إليه تحضير مركبات كل من كربونات البوتاسيوم والصوديوم والرصاص القاعدي
والإثمد (الأنتيمون)، كما استخدم ثاني أكسيد المنجنيز لإزالة الألوان في
صناعة الزجاج، كما بلور جابر النظرية التي مفادها أن الاتحاد الكيميائي يتم
باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها، ومثَّل على ذلك بكلٍّ من الزئبق
والكبريت عندما يتحدان ويكونان مادة جديدة. وقد كان يجري معظم تجاربه في
مختبر خاص اكتُشِف في أنقاض مدينة الكوفة في أواخر القرن الثاني عشر
الهجري، الثامن عشر الميلادي[16].
مؤلَّفات جابر
في مجمل مصنفاته يقول لوبون G. Lebon: "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية
تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت
كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهوله قبله"[17].
فقد كان لجابر بن حيان العديد من المؤلفات العلمية، والتي تأثر بها
الغرب ونقل عنها، حتى قرر ابن النديم أن له 306 كتابًا في الكيمياء بأسلوبه
الخاص في أنحاء العالم، ورغم أن معظمها قد فُقِد، إلا أنه يوجد منها الآن
ثمانون كتابًا محفوظًا في مكتبات الشرق والغرب، وقد تَرْجم معظمَ كتبه إلى
اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي روبرت الشستري (ت 539هـ / 1144م)
وجيرار الكريموني (ت 583هـ / 1187م) وغيرهما، ومثّلت مصنفاته المترجمة
الركيزة التي انطلق منها علم الكيمياء الحديث في العالم[18].
ويُعَدُّ كتاب (السموم ودفع مضارها) أشهر مؤلفات جابر ويقع في خمسة
فصول، وفيه قسَّم السموم إلى حيوانية ونباتية وحجرية، وذكر الأدوية المضادة
لها وتفاعلها في الجسم، وهذا الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء.
ومن أشهر كتبه أيضًا كتابه (الخواص الكبير)، ونسخته الأصلية موجودة في المتحف البريطاني.
وله أيضًا كتاب (التدابير)، وتعني العمل القائم على التجربة، وكتاب
(الموازين)، وكتاب (الحديد) وفيه يصف جابر عملية استخراج الحديد الصلب من
خاماته الأولى، كما يصف كيفية صنع الفولاذ بوساطة الصهر بالبواتق. ومن كتبه
كذلك (نهاية الإتقان) وهو مؤلف رائد في الكيمياء، ورسالة (في الأفران).
وله أيضًا رسائل عن المرايا، كما ألَّف كتاب (السبعين) والذي يشمل سبعين
مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل إليها، ويمكن
اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره.
وله كذلك كتاب (الرحمة) ألَّفه في الخيمياء وتطرق فيه إلى إمكانية تحويل
المعادن إلى ذهب، وكتاب (الجمل العشرون) و(أسرار الكيمياء) (وأصول
الكيمياء)، وهذا غير مؤلفات أخرى في الرياضيات والفلسفة
والشعر، وقد ترجمت بعض كتبه إلى اللاتينية مثل كتاب السبعين وكتاب الرحمة،
وهناك كتب له باللاتينية لم يتم العثور على أصولها العربية، مثل: (البحث
عن الكمال) و(كتاب العهد) و(كتاب الأتون)[19].
ولقد تُرجِمت كتب جابر إلى اللاتينية، وظلَّت المرجع الأوفى للكيمياء
زهاء ألف عام، وكانت مؤلفاته موضع دراسة مشاهير علماء الغرب، أمثال: كوب،
وبرثوليه، وكراوس، وهولميارد الذي أنصفه ووضعه في القمة، وبدَّد الشكوك
التي أثارها حوله العلماء المغرضون. وأيضًا سارتون الذي أرَّخ به حقبة من
الزمن في تاريخ الحضارة الإسلامية،
يقول: "ما قدَّر جابر أن الكتب التي ألَّفها لا يمكن أن تكون من وضع رجل
عاش في القرن الثاني للهجرة لكثرتها ووفرة ما بها من معلومات"[20].
[1] مقدمة ابن خلدون 1/322.
[2]
راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الزِّركلي: الأعلام 2/103، محمد علي
عثمان: مسلمون علَّموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه
العالم ص17.
[3] انظر أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[4]
انظر علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية ص274، وانظر
في الموضوع أيضًا: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي،
مكتبة الخانجي - القاهرة ص268، 269 .
[5] جابر بن حيان: كتاب التجريد، ضمن مجموعة حققها ونشرها هولميارد بعنوان: مصنفات في علم الكيمياء للحكيم جابر بن حيان، باريس 1928م.
[6] جابر بن حيان: كتاب الخواص الكبير ص232، ضمن مجموعة كراوس.
[7] جابر بن حيان: كتاب السبعين ص464، ضمن مجموعة كراوس.
[8]
انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة
الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص278، 279، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم
غيروا وجه العالم ص17.
[9] عمر فروخ: تاريخ العلوم عند العرب ص251.
[10] هو فصل الجسم المراد تحضيره بتصعيده إلي بخار ثم تكثيفه إلي سائل.
[11] هو فصل البلورات من ماء البحر المالح والحالات المشابهة.
[12] هو فصل الجسم الطيار بتسخينه حيث يتكاثف بخاره إلي مادة صلبة دون المرور على الحالة السائلة.
[13] تمكَّن بواسطة منخل أو قطعة قماش أن يرشح كثيرًا من المواد.
[14] انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص280، 281.
[15] انظر في ذلك: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص281.
[16]
راجع في إنجازات جابر: الأعلام 2/104، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا
وجه العالم ص17، علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية
ص275، عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص105،
106- الموسوعة العربية العالمية على شبكة الإنترنت، الرابط:
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=!جابر%20بن%20حيان!329556_
[17] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص25.
[18]
راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الأعلام 2/103، محمد علي عثمان: مسلمون
علموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[19]
انظر في مؤلفاته: ابن النديم: الفهرست ص421 وما بعدها، الزركلي: الأعلام
2/103، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17، رحاب خضر عكاوي:
موسوعة عباقرة الإسلام 4/29 وما بعدها.
[20] انظر عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص106.
وصفه ابن خلدون
في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: "إمام المدونين فيها
جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها "علم جابر"، وله فيها سبعون
رسالة"[1].
إنه
أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، نسبة إلى قبيلة أزد اليمنية
التي هاجر البعض منها إلى الكوفة بعد انهيار سد مأرب. وُلِدَ في (طوس)
واستقرَّ في بغداد بعد قيام الدولة العباسية، وتوثقت علاقته بأسرة البرامكة الفارسية، وامتدت حياته ما بين (103 - 200هـ/ 721 - 815م)[2].
يُعَدّ مؤسس علم الكيمياء التجريبي؛ فهو أول من استخلص معلوماته
الكيميائية من خلال التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، وكان غزير
الإنتاج والاكتشافات، حتى إن الكيمياء اقترنت باسمه فقالوا: "كيمياء جابر"،
و"الكيمياء لجابر"، وكذلك: "صنعة جابر". كما أُطلق عليه أيضًا "شيخ
الكيميائيين" و"أبو الكيمياء".
فقبل جابر كان هناك مجموعة من المهن البدائية القديمة، وقد اختلطت مع
كثير من الحرف، كالتحنيط (في مصر القديمة) والدِّباغة، والصباغة والتعدين
واستخلاص الزيوت، لكن جابر بن حيان استطاع أن يطوِّر الكيمياء ويرفعها من
تلك المنزلة البدائية التي كانت عليها إلى منزلة عالية، وذلك بإضافته
للكثير من المعارف النظرية والعلمية، وإرسائه أسسَ وأصولَ تحضير المواد
الكيميائية والتعامل معها؛ لذلك يُعتَبَر ابنُ حيان شيخ الكيميائيين بلا
منازع[3].
بداية الكيمياء والمنهج العلمي عند جابر
بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل
المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة؛ وذلك لأن العلماء في حضارات ما قبل
الإسلام كانوا يعتقدون أن المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس
والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة
والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها، وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية
العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والتراب)؛ لذا يمكن تحويل هذه
المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق
تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار
إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر[4]، وهذا ما كان يُسَمَّى بعلم الخيمياء.
وقد تأثَّر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبي بكر
الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين عن
اليونان، لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدَّت هذه الدراسة إلى وضع
وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية.
وعن هذا المنهج التجريبي كان يقول جابر: "ومِلاك كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ فمن لم يعمل ولم يجرِّب لم يظفر بشيء أبدًا"[5].
وفي كتاب الخواص الكبير المقالة الأولى يقول: "إننا نذكر في هذه الكتب
خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا وقرأناه، بعد أن امتحنّاه
وجرَّبناه، فما صحَّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا
قايسناه على أحوال هؤلاء القوم"[6].
ولذلك يُعَد جابر أول من أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث
العلمي الذي أرسى قواعده، وكان أحيانًا ما يُسمي التجربة بالتدريب، فكان
يقول: "فمن كان دَرِبًا كان عالمًا حقًا، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن
عالمًا، وحسبُك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدَّرِب يحذق، وغير
الدَّرِب يعطل"[7]!!
وعليه قطع جابر خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن.
لقد كانت أعمال جابر القائمة على التجربة المعملية أهم محاولة جادة قامت
آنذاك لدراسة الطبيعة دراسة علمية دقيقة؛ فهو أول من بشَّر بالمنهج
التجريبي المخبري، وتكاد الإجراءات التي كان يتبعها في أبحاثه تطابق ما
يقوم به المشتغلون بالمنهج العلمي اليوم؛ وتتلخص إجراءاته في خطوات ثلاث:
الأولى: أن يأتي الكيميائي بفرض يفرضه من خلال مشاهداته، وذلك حتى يفسر الظاهرة التي يريد تفسيرها.
الثانية: أن يستنبط مما افترضه نتائج تترتب عليه نظريًا.
الثالثة: أن يعود بهذه النتائج إلى الطبيعة ليتثبت ما إذا كانت ستصدق
على مشاهداته الجديدة أم لا؛ فإن صدقت تحولت الفرضية إلى قانون علمي
يُعوَّل عليه في التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الطبيعة إذا توافرت ظروف
بعينها[8].
ولقد اهتم هولميارد Holmyard بأعمال جابر ومنهجه العلمي ومؤلفاته، وعكف
على إبراز القيمة العلمية لعمله، وتراه بعد ذلك يقول: "إن الصنعة الخاصة
عند جابر هي أنه قد عرف وأكَّد على أهمية التجريب بشكل أوضح من كل من سبقه
من الخيميائيين"[9].
جابر بن حيان.. أوَّليات وإنجازات
قام جابر بإجراء كثير من العمليات المخبرية، كان بعضها معروفًا من قبلُ
فطوَّره، وأدخل عملياتٍ جديدة. ومن الوسائل التي استخدمها: التّبخُّر،
والتقطير[10]، والتبلُّر[11]، والتسامي[12]، والترشيح[13]، والصَّهر، والتكثيف، والإذابة، ودرس خواص بعض المواد دراسة دقيقة؛ فتعرف على أيون الفضة النشادري المعقد[14].
كما قام بتحضير عدد كبير من المواد الكيميائية، فهو أول من حضَّر حمض
الكبريتيك بالتقطير من الشَّب، وحضَّر أكسيد الزئبق، وحمض النتريك؛ أي ماء
الفضة، وكان يسميه الماء المحلل أو ماء النار، وحضر حمض الكلوريدريك
المسمَّى بروح الملح، وهو أول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استخرج
نترات الفضة وقد سمّاها حجر جهنم، وثاني كلوريد الزئبق (السليماني)، وحمض
النتروهيدروكلوريك (الماء الملكي)، وسُمِّي كذلك لأنه يذيب الذهب ملك
المعادن.
وهو أول من لاحظ رواسب كلوريد الفضة عند إضافة ملح الطعام إلى نترات
الفضة، كما استخدم الشب في تثبيت الأصباغ في الأقمشة، وحضَّر بعض المواد
التي تمنع الثياب من البلل؛ وهذه المواد هي أملاح الألومنيوم المشتقة من
الأحماض العضوية ذات الأجزاء الهيدروكربونية، ومن استنتاجاته أن اللهب
يُكسِب النحاس اللون الأزرق، بينما يكسب النحاس اللهب لونًا أخضر. وهو أول
من فصل الذهب عن الفضة بالحل بوساطة الحمض، وشرح بالتفصيل عملية تحضير
الزرنيخ، وتنقية المعادن، وصبغ الأقمشة[15].
ويُعزَى إليه أنه أولُ من استعمل الميزان الحساس والأوزان متناهية الدقة
في تجاربه المخبرية؛ وقد وزن مقادير يقل وزنها عن1/100 من الرطل، ويُنسَب
إليه تحضير مركبات كل من كربونات البوتاسيوم والصوديوم والرصاص القاعدي
والإثمد (الأنتيمون)، كما استخدم ثاني أكسيد المنجنيز لإزالة الألوان في
صناعة الزجاج، كما بلور جابر النظرية التي مفادها أن الاتحاد الكيميائي يتم
باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها، ومثَّل على ذلك بكلٍّ من الزئبق
والكبريت عندما يتحدان ويكونان مادة جديدة. وقد كان يجري معظم تجاربه في
مختبر خاص اكتُشِف في أنقاض مدينة الكوفة في أواخر القرن الثاني عشر
الهجري، الثامن عشر الميلادي[16].
مؤلَّفات جابر
في مجمل مصنفاته يقول لوبون G. Lebon: "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية
تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت
كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهوله قبله"[17].
فقد كان لجابر بن حيان العديد من المؤلفات العلمية، والتي تأثر بها
الغرب ونقل عنها، حتى قرر ابن النديم أن له 306 كتابًا في الكيمياء بأسلوبه
الخاص في أنحاء العالم، ورغم أن معظمها قد فُقِد، إلا أنه يوجد منها الآن
ثمانون كتابًا محفوظًا في مكتبات الشرق والغرب، وقد تَرْجم معظمَ كتبه إلى
اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي روبرت الشستري (ت 539هـ / 1144م)
وجيرار الكريموني (ت 583هـ / 1187م) وغيرهما، ومثّلت مصنفاته المترجمة
الركيزة التي انطلق منها علم الكيمياء الحديث في العالم[18].
ويُعَدُّ كتاب (السموم ودفع مضارها) أشهر مؤلفات جابر ويقع في خمسة
فصول، وفيه قسَّم السموم إلى حيوانية ونباتية وحجرية، وذكر الأدوية المضادة
لها وتفاعلها في الجسم، وهذا الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء.
ومن أشهر كتبه أيضًا كتابه (الخواص الكبير)، ونسخته الأصلية موجودة في المتحف البريطاني.
وله أيضًا كتاب (التدابير)، وتعني العمل القائم على التجربة، وكتاب
(الموازين)، وكتاب (الحديد) وفيه يصف جابر عملية استخراج الحديد الصلب من
خاماته الأولى، كما يصف كيفية صنع الفولاذ بوساطة الصهر بالبواتق. ومن كتبه
كذلك (نهاية الإتقان) وهو مؤلف رائد في الكيمياء، ورسالة (في الأفران).
وله أيضًا رسائل عن المرايا، كما ألَّف كتاب (السبعين) والذي يشمل سبعين
مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل إليها، ويمكن
اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره.
وله كذلك كتاب (الرحمة) ألَّفه في الخيمياء وتطرق فيه إلى إمكانية تحويل
المعادن إلى ذهب، وكتاب (الجمل العشرون) و(أسرار الكيمياء) (وأصول
الكيمياء)، وهذا غير مؤلفات أخرى في الرياضيات والفلسفة
والشعر، وقد ترجمت بعض كتبه إلى اللاتينية مثل كتاب السبعين وكتاب الرحمة،
وهناك كتب له باللاتينية لم يتم العثور على أصولها العربية، مثل: (البحث
عن الكمال) و(كتاب العهد) و(كتاب الأتون)[19].
ولقد تُرجِمت كتب جابر إلى اللاتينية، وظلَّت المرجع الأوفى للكيمياء
زهاء ألف عام، وكانت مؤلفاته موضع دراسة مشاهير علماء الغرب، أمثال: كوب،
وبرثوليه، وكراوس، وهولميارد الذي أنصفه ووضعه في القمة، وبدَّد الشكوك
التي أثارها حوله العلماء المغرضون. وأيضًا سارتون الذي أرَّخ به حقبة من
الزمن في تاريخ الحضارة الإسلامية،
يقول: "ما قدَّر جابر أن الكتب التي ألَّفها لا يمكن أن تكون من وضع رجل
عاش في القرن الثاني للهجرة لكثرتها ووفرة ما بها من معلومات"[20].
[1] مقدمة ابن خلدون 1/322.
[2]
راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الزِّركلي: الأعلام 2/103، محمد علي
عثمان: مسلمون علَّموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه
العالم ص17.
[3] انظر أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[4]
انظر علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية ص274، وانظر
في الموضوع أيضًا: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي،
مكتبة الخانجي - القاهرة ص268، 269 .
[5] جابر بن حيان: كتاب التجريد، ضمن مجموعة حققها ونشرها هولميارد بعنوان: مصنفات في علم الكيمياء للحكيم جابر بن حيان، باريس 1928م.
[6] جابر بن حيان: كتاب الخواص الكبير ص232، ضمن مجموعة كراوس.
[7] جابر بن حيان: كتاب السبعين ص464، ضمن مجموعة كراوس.
[8]
انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة
الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص278، 279، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم
غيروا وجه العالم ص17.
[9] عمر فروخ: تاريخ العلوم عند العرب ص251.
[10] هو فصل الجسم المراد تحضيره بتصعيده إلي بخار ثم تكثيفه إلي سائل.
[11] هو فصل البلورات من ماء البحر المالح والحالات المشابهة.
[12] هو فصل الجسم الطيار بتسخينه حيث يتكاثف بخاره إلي مادة صلبة دون المرور على الحالة السائلة.
[13] تمكَّن بواسطة منخل أو قطعة قماش أن يرشح كثيرًا من المواد.
[14] انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص280، 281.
[15] انظر في ذلك: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص281.
[16]
راجع في إنجازات جابر: الأعلام 2/104، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا
وجه العالم ص17، علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية
ص275، عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص105،
106- الموسوعة العربية العالمية على شبكة الإنترنت، الرابط:
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=!جابر%20بن%20حيان!329556_
[17] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص25.
[18]
راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الأعلام 2/103، محمد علي عثمان: مسلمون
علموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[19]
انظر في مؤلفاته: ابن النديم: الفهرست ص421 وما بعدها، الزركلي: الأعلام
2/103، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17، رحاب خضر عكاوي:
موسوعة عباقرة الإسلام 4/29 وما بعدها.
[20] انظر عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص106.
سارة- الادارة العامة
- عدد المساهمات : 1528
تاريخ الميلاد : 13/03/1223
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 801
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 19 سبتمبر 2020 - 15:12 من طرف Admin
» عالم البحار sea world life
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 8:30 من طرف Admin
» الحياة في البرية
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 8:12 من طرف Admin
» جولة في النرويج
الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 19:17 من طرف Admin
» جولة في اسطمبول
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 12:09 من طرف Admin
» أكواريوم aquarium
السبت 22 أغسطس 2020 - 16:54 من طرف Admin
» سورة الملك
الخميس 6 أغسطس 2020 - 19:27 من طرف Admin
» الحكم على دنيا باطما بالسجن في قضية حمزة مون بيبي اليوم
الأربعاء 29 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin
» منع السفر من و إلى عدة مدن مغربية قبل عيد الأضحى بسبب كورونا
الأحد 26 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin