بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط البينة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البينة الاسلامي على موقع حفض الصفحات
اوقات الصلاة بالرباط
لعبة الصور المتشابهة
الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم
د. راغب السرجاني
من الإعجاز الغيبي في القرآن
من دلائل إعجاز القرآن
الباهرة الإعجاز الغيبي؛ فقد أخبر بأمور تقع في المستقبل، فجاءت كما أخبر، لم
تتخلف أو تتغير، وهذا ما لا سبيل للبشر إليه بحال، وذلك في القرآن كثير، لكننا
سنضرب أمثلة منه تكون دليلاً على ما سواها.
انتصار الروم على الفرس
ومن
أمثلة الإعجاز الغيبي في القرآن إخبار الله تعالى عن انتصار الروم على الفرس، في
قوله I:{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ
بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 1-5]. وأصل
الحادثة أن فارس -وهم أهل
أوثان- غلبت الرومَ -وهم أهل كتاب- فشَمَتَ كُفَّار مكَّة في النبي
وصحبه، فأنزل الله الآيات السابقة تحدِّيًا للعرب وبُشْرَى للمؤمنين؛ لأن طائفة
الإيمان ستنتصر؛ لكن الذي يعنينا أنَّ القرآن الكريم أخبر عن حدث غيبي مهمٍّ، لم
يستطع أَحَدٌ -في ذلك العصر- أن يُغَيِّر منه في شيء، أو يُكَذِّبه، وهو لون من
ألوان الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم متحدِّيًا به كل معاند له، أو
جاحد لحقيقته، وقد حدث ما أخبر به الله من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر[1].
انتصار المسلمين المستضعفين
ومن
الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في
مكة أنهم
سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله I: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. فقد ذكر ابن كثير -رحمه
الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة "قال عمر:
أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ
رسولَ الله
يثب في الدرع، وهو يقول: {سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}. فعرفتُ
تأويلها يومئذ[2].
بشرى دخول المسجد الحرام
ومن
ألوان الإعجاز الغيبي ما بشَّر به الله I رسولَه والمؤمنين مِنْ دخول المسجد الحرام، والطواف بالكعبة
المشرَّفة؛ فقد قال تعالى: {لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27]. فهذه
الآية نزلت عند الانصراف من الحُديبية.
وقد
قال الإمام ابن كثير في
تفسير هذه الآيات: "وكان رسول الله قد أُرِيَ في المنام أنه دخل
مكة،
وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة،
فلما ساروا عام الحديبية لم
يشكّ جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسَّر[3]
هذا العام، فلمَّا وقع ما وقع من قضية الصُّلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من
قابِلٍ؛ وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأله عمر بن
الخطاب
في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت
ونطوف به؟ قال: " بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ
أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟" قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ:
"فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ[4]"[5].
وقد
تحقق هذا الوعد بتمامه من العام التالي؛ فقد اعتمر النبي وأصحابه، على الهيئة التي ذكرهم القرآن الكريم بها؛ من تحليق
الرءوس والأمن في المسجد الحرام، وكان هذا في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة[6].
ولا
ريب أن تَحَقُّق ما بشَّر به القرآن الكريم دون خلل في شرح تفاصيل هيئة المسلمين،
أو تغيُّر في ميعاد العمرة، لَيُدلل بوضوح تامٍّ على صدق الله ورسوله .
بشرى تمكين الدين في الأرض
كما
أن القرآن الكريم قد بشَّر المسلمين بالتمكين والاستخلاف في الأرض، فقال تعالى: {وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. وقد تحقق
للمسلمين ذلك في أقل من خمسة وعشرين عامًا فملئوا السمع والبصر بقيمهم وحضارتهم،
فامتدَّتْ خلافتهم من الصين شرقًا
إلى المحيط الأطلسي غربًا، بل ووصلت إلى أوربا شمالاً.
هذا
طرف من إعجاز القرآن؛ ذلك الإعجاز الذي لا تنتهي عجائبه، ولا يَخْلَق من كثرة
الردِّ؛ فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فاستحقَّ
بذلك أن يكون معجزة النبي محمد الخالدة.
د. راغب
السرجاني
[1] الواحدي: أسباب النزول ص231، 232.
[2] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/482.
[3] تتفسّر: تحدث وتتعين.
[4] البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: كتاب
الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581).
[5] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/356.
[6] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/270.
من الإعجاز الغيبي في القرآن
من دلائل إعجاز القرآن
الباهرة الإعجاز الغيبي؛ فقد أخبر بأمور تقع في المستقبل، فجاءت كما أخبر، لم
تتخلف أو تتغير، وهذا ما لا سبيل للبشر إليه بحال، وذلك في القرآن كثير، لكننا
سنضرب أمثلة منه تكون دليلاً على ما سواها.
انتصار الروم على الفرس
ومن
أمثلة الإعجاز الغيبي في القرآن إخبار الله تعالى عن انتصار الروم على الفرس، في
قوله I:{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ
بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 1-5]. وأصل
الحادثة أن فارس -وهم أهل
أوثان- غلبت الرومَ -وهم أهل كتاب- فشَمَتَ كُفَّار مكَّة في النبي
وصحبه، فأنزل الله الآيات السابقة تحدِّيًا للعرب وبُشْرَى للمؤمنين؛ لأن طائفة
الإيمان ستنتصر؛ لكن الذي يعنينا أنَّ القرآن الكريم أخبر عن حدث غيبي مهمٍّ، لم
يستطع أَحَدٌ -في ذلك العصر- أن يُغَيِّر منه في شيء، أو يُكَذِّبه، وهو لون من
ألوان الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم متحدِّيًا به كل معاند له، أو
جاحد لحقيقته، وقد حدث ما أخبر به الله من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر[1].
انتصار المسلمين المستضعفين
ومن
الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في
مكة أنهم
سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله I: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. فقد ذكر ابن كثير -رحمه
الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة "قال عمر:
أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ
رسولَ الله
يثب في الدرع، وهو يقول: {سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}. فعرفتُ
تأويلها يومئذ[2].
بشرى دخول المسجد الحرام
ومن
ألوان الإعجاز الغيبي ما بشَّر به الله I رسولَه والمؤمنين مِنْ دخول المسجد الحرام، والطواف بالكعبة
المشرَّفة؛ فقد قال تعالى: {لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27]. فهذه
الآية نزلت عند الانصراف من الحُديبية.
وقد
قال الإمام ابن كثير في
تفسير هذه الآيات: "وكان رسول الله قد أُرِيَ في المنام أنه دخل
مكة،
وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة،
فلما ساروا عام الحديبية لم
يشكّ جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسَّر[3]
هذا العام، فلمَّا وقع ما وقع من قضية الصُّلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من
قابِلٍ؛ وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأله عمر بن
الخطاب
في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت
ونطوف به؟ قال: " بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ
أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟" قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ:
"فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ[4]"[5].
وقد
تحقق هذا الوعد بتمامه من العام التالي؛ فقد اعتمر النبي وأصحابه، على الهيئة التي ذكرهم القرآن الكريم بها؛ من تحليق
الرءوس والأمن في المسجد الحرام، وكان هذا في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة[6].
ولا
ريب أن تَحَقُّق ما بشَّر به القرآن الكريم دون خلل في شرح تفاصيل هيئة المسلمين،
أو تغيُّر في ميعاد العمرة، لَيُدلل بوضوح تامٍّ على صدق الله ورسوله .
بشرى تمكين الدين في الأرض
كما
أن القرآن الكريم قد بشَّر المسلمين بالتمكين والاستخلاف في الأرض، فقال تعالى: {وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. وقد تحقق
للمسلمين ذلك في أقل من خمسة وعشرين عامًا فملئوا السمع والبصر بقيمهم وحضارتهم،
فامتدَّتْ خلافتهم من الصين شرقًا
إلى المحيط الأطلسي غربًا، بل ووصلت إلى أوربا شمالاً.
هذا
طرف من إعجاز القرآن؛ ذلك الإعجاز الذي لا تنتهي عجائبه، ولا يَخْلَق من كثرة
الردِّ؛ فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فاستحقَّ
بذلك أن يكون معجزة النبي محمد الخالدة.
د. راغب
السرجاني
[1] الواحدي: أسباب النزول ص231، 232.
[2] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/482.
[3] تتفسّر: تحدث وتتعين.
[4] البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: كتاب
الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581).
[5] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/356.
[6] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/270.
سارة- الادارة العامة
- عدد المساهمات : 1528
تاريخ الميلاد : 13/03/1223
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 801
مواضيع مماثلة
» الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 19 سبتمبر 2020 - 15:12 من طرف Admin
» عالم البحار sea world life
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 8:30 من طرف Admin
» الحياة في البرية
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 8:12 من طرف Admin
» جولة في النرويج
الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 19:17 من طرف Admin
» جولة في اسطمبول
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 12:09 من طرف Admin
» أكواريوم aquarium
السبت 22 أغسطس 2020 - 16:54 من طرف Admin
» سورة الملك
الخميس 6 أغسطس 2020 - 19:27 من طرف Admin
» الحكم على دنيا باطما بالسجن في قضية حمزة مون بيبي اليوم
الأربعاء 29 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin
» منع السفر من و إلى عدة مدن مغربية قبل عيد الأضحى بسبب كورونا
الأحد 26 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin