بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط البينة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البينة الاسلامي على موقع حفض الصفحات
اوقات الصلاة بالرباط
لعبة الصور المتشابهة
هل حقّا أنّ الإسلام انتشر بقوّة السّيف
صفحة 1 من اصل 1
هل حقّا أنّ الإسلام انتشر بقوّة السّيف
هكذا تُشوّه صورة الإسلام
8- هل حقّا أنّ الإسلام انتشر بقوّة السّيف؟!
من الشُّبهات التي يُروّجُها بعضُ النَّاس لِتَشويه صورة الإسلام ، قولُهم أنَّ هذا الدّينَ لم يَنْتشر بالإقناع ، وإنَّما انتشر بقوَّة السَّيف !
وحُجَّتُهم في ذلك أنَّ المسلمين الأوائل قامُوا بِحُروب عديدة خارج الجزيرة العربيَّة ، واستولَوْا على بلدان كثيرة ، ثمَّ أرغَموا أهلَها على الدُّخول في الإسلام !
سنردُّ على هذا الأمر ، وسنبدأ بِسَرد ثلاث حوادث وقعتْ في عصر النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم .
الحادثة الأولى رواها ابن حبَّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، قال : بعثَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خَيْلاً قِبَلَ نَجْد ، فجاءتْ برجُلٍ من بَني حنيفة يُقالُ له ثمامة بن أثال ، سيّد أهل اليَمامة . فربَطُوه بساريَة من سَواري المسجد (لكي لا يَهرب) . فخرجَ إليه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال : ما عندكَ يا ثمامة ؟ قال : عندي يا محمَّد خَيْر : إن تَقْتُلْني تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ .
فتركَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى كانَ الغَد ، ثمَّ قال له : ما عندكَ يا ثمامة ؟ قال : ما قلتُ لك (أي بالأمس) : إن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ . فتركَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى كانَ بعد الغَد ، فقال له : ما عندكَ يا ثمامة ؟ فقال : عندي ما قلتُ لك : إن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ . فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم (أي لأصحابه) : أَطْلِقُوا ثمامة !
فانطلقَ (ثمامة) إلى نَخْلٍ قريب من المسجد ، فاغْتَسَل ثمَّ دخلَ المسجد فقال : أشْهَدُ أن لا إلَه إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله ! يا مُحَمَّد ، واللهِ ما كانَ على الأرض وَجْهٌ أبْغَض إلَيَّ من وجْهِك ، فقد أصبحَ وجْهُكَ أحَبّ الوجُوه كُلّها إلَيَّ ! واللهِ ما كانَ مِنْ دِينٍ أبْغَض إلَيَّ مِنْ دِينِك ، فقد أصبحَ أحَبّ الدّين كُلّه إلَيَّ ! واللهِ ما كانَ بَلَدٌ أبْغَض إلَيَّ مِنْ بَلَدك ، فقد أصبحَ بَلَدُكَ أحَبّ البلاد إلَيَّ ! وإنَّ خَيْلَك أخذَتْني وأنا أريدُ العُمْرة ، فَمَاذَا تَرى ؟ فبَشَّرهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأَمَرَهُ أن يَعْتَمِر .
فلَمَّا قَدمَ (ثمامة) مَكَّة ، قال له قائل : صَبَوْت ؟! قال : لا ، ولكن أسلمتُ مع محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فلاَ واللهِ لا تأتيكُم من اليَمامة حَبَّة حنْطَة حتَّى يأذَنَ فيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم . (صحيح ابن حبّان - الجزء 4 - ص 42 - رقم الحديث 1239) .
قال عبد الباقي أبو الحسين في كتابه مُعجم الصَّحابة : فقدم (ثمامة) اليمامة ، فحَبسَ عنهم (أي لم يَعُد يُزوّدُ أهلَ مكَّة المشركين بالحنطة) . فشقَّ ذلكَ عليهم ، فكتَبُوا إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : إنَّكَ تأمُرُ بِصِلَة الرَّحِم ، وإنَّ ثمامة قد حَبَسَ عنَّا الحمل . فكتبَ إليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فحمل إليهم .
الحادثة الثَّانية رواها الحلبي في كتابه السّيرة الحلبيَّة ، في حديثه عن الذين أَمر النَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم بقَتْلِهم عندما عاد إلى مكَّة مُنتصرًا بعد أن أخرجه قومُه منها ، قال الحلبي : وأمَّا عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ، فإنَّما أَمرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقتله لأنَّه كان أشدّ النَّاس، هو وأبوه، أذيَّةً للنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وكان أشدّ النَّاس على المسلمين . ولَمَّا بلَغهُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أهدرَ دمَهُ ، فَرَّ إلى اليَمَن .
فتَبِعَتْهُ امرأتُه أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام بعد أن أسلمَتْ ، فوَجدَتْهُ في ساحل البحر يُريد أن يركبَ السَّفينة . فقالتْ له : يا ابن عمّ ، جِئْتُكَ مِن عند أَوْصَل النَّاس وأبَرّ النَّاس وخير النَّاس ، لا تُهلِكْ نَفْسَكَ فقد استأمنْتُ لك . فجاء معها إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال : هذه زوجتي أخبَرَتْنِي أنَّكَ أمَّنْتَني ، قال : صدقَتْ ، إنَّكَ آمِنْ !
فقال عكرمة : أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدهُ لا شريكَ له وأنَّكَ عبدُه ورسوله ! وطأطأَ رأسهُ من الحياء . فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : يا عكرمة ، ما تسألُني شيئًا أقدرُ عليه إلاَّ أعطيتكَ إيَّاه . قال : استَغْفِرْ لي كلَّ عداوة عادَيْتُكها ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم : اللّهمَّ اغْفِرْ لعكرمة كلَّ عداوة عادانيها أو منطق تكلَّم به .
قال الحلبي : ثمَّ أصبح عكرمة من كبار الصَّحابة .
الحادثة الثَّالثة رواها ابنُ إسحاق في كتابه السّيرة النَّبويَّة ، في حديثه عن فتح مكَّة أيضًا ، قال : خرجَ صفوان بن أميَّة يُريد جدَّة لِيَركب منها إلى اليَمن . فقال عُمَيْر بن وهب : يا نَبيَّ الله ، إنَّ صفوان بن أميَّة سيّد قومه ، وقد خرج هاربًا منكَ لِيقذفَ نفسَه في البحر ، فأمّنْهُ صلَّى الله عليك وسلَّم . قال : هو آمِن . قال : يا رسولَ الله ، فأعْطِني آيةً يَعرفُ بها أمانَك . فأعطاهُ عِمامته التي دخلَ بها مكَّة .
فخرج بها عُمَيْر حتَّى أدركَ صفوان وهو يُريدُ أن يركبَ البحر . فقال : يا صفوان ، فداكَ أبي وأمّي ، الله الله في نفسكَ أن تُهلكَها ، فهذا أمانٌ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد جئْتُكَ به . قال : وَيْحَك ، اغْرُبْ عنّي فلا تُكَلّمْني ! قال : أيْ صفوان ، فداكَ أبي وأمّي ، أفضلُ النَّاس ، وأبَرُّ النَّاس ، وأحلمُ النَّاس ، وخيرُ النَّاس ، ابنُ عمّك ، عِزُّه عِزُّك وشرفُه شرفُك ومُلْكُه مُلْكُك . قال : إنّي أخافُه على نفسي ، قال : هو أحلَمُ من ذلكَ وأكرم .
فرجع معه حتَّى وقف به على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال صفوان : إنَّ هذا يَزعُم أنَّكَ قد أمَّنْتَني ، قال : صدَق ، قال : فاجْعَلْني فيه بالخيار شَهْرَيْن ، قال : أنتَ بالخيار فيه أربعة أشهُر .
ثمَّ أسلم صفوان وحسُن إسلامه .
بالله عليك أيّها الضّيف الكريم ، هل هذا دِينٌ يُحاربُ النَّاسَ لِيُكرهَهم على الدُّخول فيه ؟!
أبدًا ! ولو كان كذلك ، لَخرج المسلمُون مِن هذا الدّين أفواجًا عند أوَّل فرصة أُتيحَتْ لهم ! لكنَّنا لم نسمع بهذا إطلاقًا .
بل إنَّ التَّاريخ يشهدُ بعكس ذلك تَمامًا . فقد مرَّ المسلمون بفترات لَقُوا فيها الويلات من التَّتار وغيرهم ، ومع ذلك لم يُفكّرُوا ، حتَّى مجرَّد التَّفكير ، في إبدال دِينهم ! وما زالُوا حتَّى اليوم يُعانُون الظُّلم في كثير من البلدان ، ومع هذا لم يزدهُم ذلكَ إلاَّ تشبُّثًا بالإسلام .
أمَّا عن الحروب التي خاضها المسلمون الأوائل خارج الجزيرة العربيَّة ، فلم تكُن مُوَجَّهة ضدَّ الشُّعوب ، وإنَّما ضدَّ الملوك الذين يَمنعون المسلمين من إيصال دعوة الإسلام إلى عامَّة النَّاس .
فالنَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، كما ذكَرْنا سابقًا ، بُعِثَ بهذا الدّين إلى النَّاس جميعًا وليس إلى قومه فقط . فكان لِزَامًا على المسلمين إذًا أن يَجُوبُوا الأرض شرقًا وغربًا ليُبَلّغُوا الإسلام إلى النَّاس ويُحذّرُوهم أنَّ الله لن يقبلَ غيره دينًا . ولو سألتُكَ : ماذا تفعل لو علمْتَ أنَّ أخاكَ في أقصَى الأرض سيَحترقُ بالنَّار وهو لا يدري ؟ ستجيبُ بلا شَكّ بأنَّك ستعملُ كلَّ ما في وسعك لِتُخبره بذلك وتُحذّره من الخطر الذي ينتظره .
هذا تقريبًا ما فعلَه المسلمون الأوائل . ولَمَّا لَم يكُن في ذلك الوقت إذاعة ولا تلفزيون ولا أشرطة فيديُو ولا قنوات فضائيَّة ولا صُحف ولا مطابع ، كان السَّبيلُ الوحيد لإيصال دعوة الإسلام إلى النَّاس هو أن يَخرجَ المسلمون من الجزيرة العربيَّة ، ويذهبُوا بأنفُسهم إلى مختلف البلدان .
لكنَّ أغلب هذه البلدان كانت تحت حُكْم الرُّوم والفُرْس الطُّغاة ، ولم يكن هناك أدنى قَدْر من الحرّيَّات . فكان لا بُدَّ على المسلمين إذًا أن يَخرجُوا بأسلحتهم وعتادهم الحربي ، لكي يُدافعُوا عن أنفسهم إذا اعترض طريقَهم جنودُ الرُّوم أو الفرس ، ولكي يَضمنُوا أيضًا لِمن يَدخُل في الإسلام أنَّه سوف يكون في حماية المسلمين ، وبالتَّالي يُمكنُه أن يعبد ربَّه في بلَده كما يشاء ، دون أن يخافَ بطشَ الملوك الجبابرة .
فكانت إذًا الفتوحات الإسلاميَّة ، ووصلت دعوةُ الإسلام إلى العديد من البلدان . وكان جُندُ المسلمين ، عندما يصلُون إلى حدُود بَلَدٍ مَا ، يَعرضُون على أهله الإسلام . فإن لم يرغبْ هؤلاء في الدّخول فيه ، يتَّفقون معهم على مقدار جزْيَة يَدفعونها (أي يدفعُها أهلُ هذا البلد) إلى المسلمين مُقابل أن يَحمُوهم من هجمات أعدائهم عليهم .
وحتَّى لا يذهبَ ظنُّك إلى أنَّ هذه الجزية هي أخذُ مال النَّاس بغير حقّ ، استمعْ معي إلى ما رواه البلاذري في كتابه فتوح البُلدان ، يقول : لَمَّا جمعَ هِرَقْل (ملك الرُّوم) للمسلمينَ الجمُوعَ ، وبلغَ المسلمينَ إقبالهم إليهم لِوَقْعة اليرْمُوك ، رَدُّوا على أهل حمص (وهي من مدن سوريا اليوم) ما كانُوا أخذُوا منهم من الخَراج (أي الجزْيَة) ، وقالُوا : قد شُغِلْنا عن نُصْرَتكُم والدَّفع عنكم ، فأنتُم على أمركُم .
فقال أهلُ حِمْص : لَوَلايَتُكُم وعَدْلكُم أحَبّ إلينا مِمَّا كُنَّا فيه من الظُّلم والغشم ، ولَنَدفعَنَّ جُنْدَ هِرَقْل عن المدينة مع عاملكُم ! ونهضَ اليهودُ فقالُوا : والتَّوراة ، لا يدخُلُ عامِلُ هِرَقْل مدينةَ حِمْص إلاَّ أن نُغْلَب ونَجْهد !
فأغلقُوا الأبوابَ وحرسُوها ، وكذلكَ فعلَ أهلُ المدُن التي صُولِحَت من النَّصارى واليهود !
نعم ، هذا هو عدلُ الإسلام في الحرب والسّلم ، وهذه شهادةٌ مِمَّن جرَّب العيشَ تحت حماية المسلمين .
بينما يكفي أن نقرأ توراة اليهود المحرَّفة ، لِنلاحظَ الفَرق الكبير بين الجزية التي شرَّعها الإسلامُ مقابل حماية أهل البلد الذين وَقَّعُوا صُلحًا مع جيوش المسلمين ، وبين ما تدعُو إليه هذه التَّوراة المحرَّفة من استعبادٍ للنَّاس وسفكٍ للدّماء !
مِنْ ذلك ما جاء في سِفْر التَّثْنِيَة : حينَ تَقْرُبُ من مَدينة لِتُحاربَها ، اسْتَدْعِها لِلصُّلْح . فإن أجابَتْكَ إلى الصُّلْح وفَتَحَتْ لَك ، فكُلُّ الشَّعْب الموجُود فيها يكُون لَكَ للتَّسْخير ويُسْتَعْبدُ لكَ . (سِفْر التّثْنِيَة - الإصحاح العشرون 9-11) .
وما جاء في سِفْر العَدَد : وسَبَى بَنُو إسرائيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وأطْفَالَهم ، ونَهَبُوا جَميعَ بَهائِمهم وجَميعَ مَوَاشِيهم وكلَّ أملاكِهم . وأَحْرقُوا جَميعَ مُدُنِهِم بِمَسَاكِنِهم وجَميعَ حُصُونِهم بالنَّار . وأخَذُوا كُلَّ الغَنيمَة وكُلَّ النَّهْب من النَّاس والبَهائم . (سِفْر العَدَد - الإصحاح الحادي والثَّلاثون 9- 17) .
أخيرًا ، لِتَعلَمْ سيّدي الكريم أنَّ جيوش المسلمين لم تَصِلْ إلى كلّ بلدان العالَم ، ومع ذلك نجد اليوم في الصّين الشُّيوعيَّة مثلاً حوالي عشرين مليون مسلم دخلُوا في الإسلام ، ليس تحت قوَّة السَّيف ، وإنَّما فقط لِمَا رأوه من أخلاق بعض التُّجَّار المسلمين ، أو لِمَا سمعوه من بعض الدُّعاة عن الإسلام . فهل هؤلاء أيضًا أُكْرِهُوا على الدُّخول في هذا الدّين ؟!
والله الذي لا إله غيرُه ليس هناك دِينٌ أقرب إلى العقل والمنطق والفطرة من الإسلام . وكلَّما توفَّر الجوُّ الملائمُ للحوار الهادئ ، كلَّما دخل النَّاسُ في هذا الدّين أفواجًا !
ويدلُّ على ذلك ما رواه ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، عن الزُّهري أنَّه قال : لَم يكُن في الإسلام فتحٌ قبل فتح الحُدَيْبية أعظم منه (والحُدَيْبِيَة هو مكانٌ وقَّع فيه النَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم معاهدة هُدنة بينه وبين كفَّار قُريْش) . ذلكَ أنَّه ، لَمَّا أمِنَ النَّاسُ كلُّهم (ووضعت الحربُ أوزارَها) ، كلَّمَ بعضُهم بعضًا وتفاوضُوا في الحديث والمنازعة ، ولم يُكَلَّم أحدٌ في الإسلام يَعقلُ شيئًا إلاَّ بادرَ إلى الدّخول فيه . فلقد دخلَ في تلكَ السَّنتَيْن مثْلَ مَن كان دخلَ قبل ذلك أو أكثر !
قال ابنُ هشام : ويدلُّ عليه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم خرجَ في الحُدَيْبِيَة في ألف وأربعمائة (مسلم) ، ثمَّ خرج بعد سنتين إلى فتح مكَّة في عشرة آلاف .
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله[b][u]
8- هل حقّا أنّ الإسلام انتشر بقوّة السّيف؟!
من الشُّبهات التي يُروّجُها بعضُ النَّاس لِتَشويه صورة الإسلام ، قولُهم أنَّ هذا الدّينَ لم يَنْتشر بالإقناع ، وإنَّما انتشر بقوَّة السَّيف !
وحُجَّتُهم في ذلك أنَّ المسلمين الأوائل قامُوا بِحُروب عديدة خارج الجزيرة العربيَّة ، واستولَوْا على بلدان كثيرة ، ثمَّ أرغَموا أهلَها على الدُّخول في الإسلام !
سنردُّ على هذا الأمر ، وسنبدأ بِسَرد ثلاث حوادث وقعتْ في عصر النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم .
الحادثة الأولى رواها ابن حبَّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، قال : بعثَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خَيْلاً قِبَلَ نَجْد ، فجاءتْ برجُلٍ من بَني حنيفة يُقالُ له ثمامة بن أثال ، سيّد أهل اليَمامة . فربَطُوه بساريَة من سَواري المسجد (لكي لا يَهرب) . فخرجَ إليه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال : ما عندكَ يا ثمامة ؟ قال : عندي يا محمَّد خَيْر : إن تَقْتُلْني تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ .
فتركَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى كانَ الغَد ، ثمَّ قال له : ما عندكَ يا ثمامة ؟ قال : ما قلتُ لك (أي بالأمس) : إن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ . فتركَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى كانَ بعد الغَد ، فقال له : ما عندكَ يا ثمامة ؟ فقال : عندي ما قلتُ لك : إن تُنْعِمْ تُنْعِم على شاكِر ، وإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَم ، وإن كنتَ تُريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئْتَ . فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم (أي لأصحابه) : أَطْلِقُوا ثمامة !
فانطلقَ (ثمامة) إلى نَخْلٍ قريب من المسجد ، فاغْتَسَل ثمَّ دخلَ المسجد فقال : أشْهَدُ أن لا إلَه إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله ! يا مُحَمَّد ، واللهِ ما كانَ على الأرض وَجْهٌ أبْغَض إلَيَّ من وجْهِك ، فقد أصبحَ وجْهُكَ أحَبّ الوجُوه كُلّها إلَيَّ ! واللهِ ما كانَ مِنْ دِينٍ أبْغَض إلَيَّ مِنْ دِينِك ، فقد أصبحَ أحَبّ الدّين كُلّه إلَيَّ ! واللهِ ما كانَ بَلَدٌ أبْغَض إلَيَّ مِنْ بَلَدك ، فقد أصبحَ بَلَدُكَ أحَبّ البلاد إلَيَّ ! وإنَّ خَيْلَك أخذَتْني وأنا أريدُ العُمْرة ، فَمَاذَا تَرى ؟ فبَشَّرهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأَمَرَهُ أن يَعْتَمِر .
فلَمَّا قَدمَ (ثمامة) مَكَّة ، قال له قائل : صَبَوْت ؟! قال : لا ، ولكن أسلمتُ مع محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فلاَ واللهِ لا تأتيكُم من اليَمامة حَبَّة حنْطَة حتَّى يأذَنَ فيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم . (صحيح ابن حبّان - الجزء 4 - ص 42 - رقم الحديث 1239) .
قال عبد الباقي أبو الحسين في كتابه مُعجم الصَّحابة : فقدم (ثمامة) اليمامة ، فحَبسَ عنهم (أي لم يَعُد يُزوّدُ أهلَ مكَّة المشركين بالحنطة) . فشقَّ ذلكَ عليهم ، فكتَبُوا إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : إنَّكَ تأمُرُ بِصِلَة الرَّحِم ، وإنَّ ثمامة قد حَبَسَ عنَّا الحمل . فكتبَ إليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فحمل إليهم .
الحادثة الثَّانية رواها الحلبي في كتابه السّيرة الحلبيَّة ، في حديثه عن الذين أَمر النَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم بقَتْلِهم عندما عاد إلى مكَّة مُنتصرًا بعد أن أخرجه قومُه منها ، قال الحلبي : وأمَّا عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ، فإنَّما أَمرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقتله لأنَّه كان أشدّ النَّاس، هو وأبوه، أذيَّةً للنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وكان أشدّ النَّاس على المسلمين . ولَمَّا بلَغهُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أهدرَ دمَهُ ، فَرَّ إلى اليَمَن .
فتَبِعَتْهُ امرأتُه أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام بعد أن أسلمَتْ ، فوَجدَتْهُ في ساحل البحر يُريد أن يركبَ السَّفينة . فقالتْ له : يا ابن عمّ ، جِئْتُكَ مِن عند أَوْصَل النَّاس وأبَرّ النَّاس وخير النَّاس ، لا تُهلِكْ نَفْسَكَ فقد استأمنْتُ لك . فجاء معها إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال : هذه زوجتي أخبَرَتْنِي أنَّكَ أمَّنْتَني ، قال : صدقَتْ ، إنَّكَ آمِنْ !
فقال عكرمة : أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدهُ لا شريكَ له وأنَّكَ عبدُه ورسوله ! وطأطأَ رأسهُ من الحياء . فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : يا عكرمة ، ما تسألُني شيئًا أقدرُ عليه إلاَّ أعطيتكَ إيَّاه . قال : استَغْفِرْ لي كلَّ عداوة عادَيْتُكها ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم : اللّهمَّ اغْفِرْ لعكرمة كلَّ عداوة عادانيها أو منطق تكلَّم به .
قال الحلبي : ثمَّ أصبح عكرمة من كبار الصَّحابة .
الحادثة الثَّالثة رواها ابنُ إسحاق في كتابه السّيرة النَّبويَّة ، في حديثه عن فتح مكَّة أيضًا ، قال : خرجَ صفوان بن أميَّة يُريد جدَّة لِيَركب منها إلى اليَمن . فقال عُمَيْر بن وهب : يا نَبيَّ الله ، إنَّ صفوان بن أميَّة سيّد قومه ، وقد خرج هاربًا منكَ لِيقذفَ نفسَه في البحر ، فأمّنْهُ صلَّى الله عليك وسلَّم . قال : هو آمِن . قال : يا رسولَ الله ، فأعْطِني آيةً يَعرفُ بها أمانَك . فأعطاهُ عِمامته التي دخلَ بها مكَّة .
فخرج بها عُمَيْر حتَّى أدركَ صفوان وهو يُريدُ أن يركبَ البحر . فقال : يا صفوان ، فداكَ أبي وأمّي ، الله الله في نفسكَ أن تُهلكَها ، فهذا أمانٌ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد جئْتُكَ به . قال : وَيْحَك ، اغْرُبْ عنّي فلا تُكَلّمْني ! قال : أيْ صفوان ، فداكَ أبي وأمّي ، أفضلُ النَّاس ، وأبَرُّ النَّاس ، وأحلمُ النَّاس ، وخيرُ النَّاس ، ابنُ عمّك ، عِزُّه عِزُّك وشرفُه شرفُك ومُلْكُه مُلْكُك . قال : إنّي أخافُه على نفسي ، قال : هو أحلَمُ من ذلكَ وأكرم .
فرجع معه حتَّى وقف به على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال صفوان : إنَّ هذا يَزعُم أنَّكَ قد أمَّنْتَني ، قال : صدَق ، قال : فاجْعَلْني فيه بالخيار شَهْرَيْن ، قال : أنتَ بالخيار فيه أربعة أشهُر .
ثمَّ أسلم صفوان وحسُن إسلامه .
بالله عليك أيّها الضّيف الكريم ، هل هذا دِينٌ يُحاربُ النَّاسَ لِيُكرهَهم على الدُّخول فيه ؟!
أبدًا ! ولو كان كذلك ، لَخرج المسلمُون مِن هذا الدّين أفواجًا عند أوَّل فرصة أُتيحَتْ لهم ! لكنَّنا لم نسمع بهذا إطلاقًا .
بل إنَّ التَّاريخ يشهدُ بعكس ذلك تَمامًا . فقد مرَّ المسلمون بفترات لَقُوا فيها الويلات من التَّتار وغيرهم ، ومع ذلك لم يُفكّرُوا ، حتَّى مجرَّد التَّفكير ، في إبدال دِينهم ! وما زالُوا حتَّى اليوم يُعانُون الظُّلم في كثير من البلدان ، ومع هذا لم يزدهُم ذلكَ إلاَّ تشبُّثًا بالإسلام .
أمَّا عن الحروب التي خاضها المسلمون الأوائل خارج الجزيرة العربيَّة ، فلم تكُن مُوَجَّهة ضدَّ الشُّعوب ، وإنَّما ضدَّ الملوك الذين يَمنعون المسلمين من إيصال دعوة الإسلام إلى عامَّة النَّاس .
فالنَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، كما ذكَرْنا سابقًا ، بُعِثَ بهذا الدّين إلى النَّاس جميعًا وليس إلى قومه فقط . فكان لِزَامًا على المسلمين إذًا أن يَجُوبُوا الأرض شرقًا وغربًا ليُبَلّغُوا الإسلام إلى النَّاس ويُحذّرُوهم أنَّ الله لن يقبلَ غيره دينًا . ولو سألتُكَ : ماذا تفعل لو علمْتَ أنَّ أخاكَ في أقصَى الأرض سيَحترقُ بالنَّار وهو لا يدري ؟ ستجيبُ بلا شَكّ بأنَّك ستعملُ كلَّ ما في وسعك لِتُخبره بذلك وتُحذّره من الخطر الذي ينتظره .
هذا تقريبًا ما فعلَه المسلمون الأوائل . ولَمَّا لَم يكُن في ذلك الوقت إذاعة ولا تلفزيون ولا أشرطة فيديُو ولا قنوات فضائيَّة ولا صُحف ولا مطابع ، كان السَّبيلُ الوحيد لإيصال دعوة الإسلام إلى النَّاس هو أن يَخرجَ المسلمون من الجزيرة العربيَّة ، ويذهبُوا بأنفُسهم إلى مختلف البلدان .
لكنَّ أغلب هذه البلدان كانت تحت حُكْم الرُّوم والفُرْس الطُّغاة ، ولم يكن هناك أدنى قَدْر من الحرّيَّات . فكان لا بُدَّ على المسلمين إذًا أن يَخرجُوا بأسلحتهم وعتادهم الحربي ، لكي يُدافعُوا عن أنفسهم إذا اعترض طريقَهم جنودُ الرُّوم أو الفرس ، ولكي يَضمنُوا أيضًا لِمن يَدخُل في الإسلام أنَّه سوف يكون في حماية المسلمين ، وبالتَّالي يُمكنُه أن يعبد ربَّه في بلَده كما يشاء ، دون أن يخافَ بطشَ الملوك الجبابرة .
فكانت إذًا الفتوحات الإسلاميَّة ، ووصلت دعوةُ الإسلام إلى العديد من البلدان . وكان جُندُ المسلمين ، عندما يصلُون إلى حدُود بَلَدٍ مَا ، يَعرضُون على أهله الإسلام . فإن لم يرغبْ هؤلاء في الدّخول فيه ، يتَّفقون معهم على مقدار جزْيَة يَدفعونها (أي يدفعُها أهلُ هذا البلد) إلى المسلمين مُقابل أن يَحمُوهم من هجمات أعدائهم عليهم .
وحتَّى لا يذهبَ ظنُّك إلى أنَّ هذه الجزية هي أخذُ مال النَّاس بغير حقّ ، استمعْ معي إلى ما رواه البلاذري في كتابه فتوح البُلدان ، يقول : لَمَّا جمعَ هِرَقْل (ملك الرُّوم) للمسلمينَ الجمُوعَ ، وبلغَ المسلمينَ إقبالهم إليهم لِوَقْعة اليرْمُوك ، رَدُّوا على أهل حمص (وهي من مدن سوريا اليوم) ما كانُوا أخذُوا منهم من الخَراج (أي الجزْيَة) ، وقالُوا : قد شُغِلْنا عن نُصْرَتكُم والدَّفع عنكم ، فأنتُم على أمركُم .
فقال أهلُ حِمْص : لَوَلايَتُكُم وعَدْلكُم أحَبّ إلينا مِمَّا كُنَّا فيه من الظُّلم والغشم ، ولَنَدفعَنَّ جُنْدَ هِرَقْل عن المدينة مع عاملكُم ! ونهضَ اليهودُ فقالُوا : والتَّوراة ، لا يدخُلُ عامِلُ هِرَقْل مدينةَ حِمْص إلاَّ أن نُغْلَب ونَجْهد !
فأغلقُوا الأبوابَ وحرسُوها ، وكذلكَ فعلَ أهلُ المدُن التي صُولِحَت من النَّصارى واليهود !
نعم ، هذا هو عدلُ الإسلام في الحرب والسّلم ، وهذه شهادةٌ مِمَّن جرَّب العيشَ تحت حماية المسلمين .
بينما يكفي أن نقرأ توراة اليهود المحرَّفة ، لِنلاحظَ الفَرق الكبير بين الجزية التي شرَّعها الإسلامُ مقابل حماية أهل البلد الذين وَقَّعُوا صُلحًا مع جيوش المسلمين ، وبين ما تدعُو إليه هذه التَّوراة المحرَّفة من استعبادٍ للنَّاس وسفكٍ للدّماء !
مِنْ ذلك ما جاء في سِفْر التَّثْنِيَة : حينَ تَقْرُبُ من مَدينة لِتُحاربَها ، اسْتَدْعِها لِلصُّلْح . فإن أجابَتْكَ إلى الصُّلْح وفَتَحَتْ لَك ، فكُلُّ الشَّعْب الموجُود فيها يكُون لَكَ للتَّسْخير ويُسْتَعْبدُ لكَ . (سِفْر التّثْنِيَة - الإصحاح العشرون 9-11) .
وما جاء في سِفْر العَدَد : وسَبَى بَنُو إسرائيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وأطْفَالَهم ، ونَهَبُوا جَميعَ بَهائِمهم وجَميعَ مَوَاشِيهم وكلَّ أملاكِهم . وأَحْرقُوا جَميعَ مُدُنِهِم بِمَسَاكِنِهم وجَميعَ حُصُونِهم بالنَّار . وأخَذُوا كُلَّ الغَنيمَة وكُلَّ النَّهْب من النَّاس والبَهائم . (سِفْر العَدَد - الإصحاح الحادي والثَّلاثون 9- 17) .
أخيرًا ، لِتَعلَمْ سيّدي الكريم أنَّ جيوش المسلمين لم تَصِلْ إلى كلّ بلدان العالَم ، ومع ذلك نجد اليوم في الصّين الشُّيوعيَّة مثلاً حوالي عشرين مليون مسلم دخلُوا في الإسلام ، ليس تحت قوَّة السَّيف ، وإنَّما فقط لِمَا رأوه من أخلاق بعض التُّجَّار المسلمين ، أو لِمَا سمعوه من بعض الدُّعاة عن الإسلام . فهل هؤلاء أيضًا أُكْرِهُوا على الدُّخول في هذا الدّين ؟!
والله الذي لا إله غيرُه ليس هناك دِينٌ أقرب إلى العقل والمنطق والفطرة من الإسلام . وكلَّما توفَّر الجوُّ الملائمُ للحوار الهادئ ، كلَّما دخل النَّاسُ في هذا الدّين أفواجًا !
ويدلُّ على ذلك ما رواه ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، عن الزُّهري أنَّه قال : لَم يكُن في الإسلام فتحٌ قبل فتح الحُدَيْبية أعظم منه (والحُدَيْبِيَة هو مكانٌ وقَّع فيه النَّبيُّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم معاهدة هُدنة بينه وبين كفَّار قُريْش) . ذلكَ أنَّه ، لَمَّا أمِنَ النَّاسُ كلُّهم (ووضعت الحربُ أوزارَها) ، كلَّمَ بعضُهم بعضًا وتفاوضُوا في الحديث والمنازعة ، ولم يُكَلَّم أحدٌ في الإسلام يَعقلُ شيئًا إلاَّ بادرَ إلى الدّخول فيه . فلقد دخلَ في تلكَ السَّنتَيْن مثْلَ مَن كان دخلَ قبل ذلك أو أكثر !
قال ابنُ هشام : ويدلُّ عليه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم خرجَ في الحُدَيْبِيَة في ألف وأربعمائة (مسلم) ، ثمَّ خرج بعد سنتين إلى فتح مكَّة في عشرة آلاف .
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله[b][u]
سارة- الادارة العامة
- عدد المساهمات : 1528
تاريخ الميلاد : 13/03/1223
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 801
مواضيع مماثلة
» هكذا تُشوّه صورة الإسلام_هل الإسلام حقّا دين إرهاب ؟
» حقوق الطفل في الإسلام
» هل الإسلام دين عنصري ؟
» حقوق الطفل في الإسلام
» هل الإسلام دين عنصري ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 19 سبتمبر 2020 - 15:12 من طرف Admin
» عالم البحار sea world life
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 8:30 من طرف Admin
» الحياة في البرية
الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 8:12 من طرف Admin
» جولة في النرويج
الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 19:17 من طرف Admin
» جولة في اسطمبول
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 12:09 من طرف Admin
» أكواريوم aquarium
السبت 22 أغسطس 2020 - 16:54 من طرف Admin
» سورة الملك
الخميس 6 أغسطس 2020 - 19:27 من طرف Admin
» الحكم على دنيا باطما بالسجن في قضية حمزة مون بيبي اليوم
الأربعاء 29 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin
» منع السفر من و إلى عدة مدن مغربية قبل عيد الأضحى بسبب كورونا
الأحد 26 يوليو 2020 - 20:35 من طرف Admin